جلست والأمل يغسل وجهها
وأنار في العينين طولَ السَّهر
ومضت تناجي ربَّها
هيا ربَّاه
قد أضناني البِعاد
قد عافس الشوق قلبي
قد جاوزَ الدََمع المدى
واختفى في الرُّوح الوَسَن
وانمحى ليل طويل
قد صرت وحدي
قد هاج شوقي
وليس لي من كل الصغار
الذين حملتهم وهناً على وهنٍ
وشربت كلَّ أنواع السِّقام
*****
مذ كنتَ -جرحي- جرحًا في السماء
مذ كنتُ طفلًا في العراء
أناجي قلبي والهواء
وأكون مثلَ زجاجة
كُتِب على عنقها:
للموت أنا
للجرح أنا
والميلاد ليس لي
لي سمٌّ يعانق كل أنواع الحياة
فيصرعني ويصرعكم
ويقتلني ويقتلكم
يا كلَّ الموتى ويا كلَّ الحالمين ويا كلَّ الأحياء
******
يا أيُّها القلب الكليم
يا حفيد يعقوب الحزين
حين أضناه الفراق
فراق ملكِ الحسن يوسف
وأخيه الصغير
ويا وحدةَ موسى الكليم
حين ألقاه في اليم محفوظًا بحكم الإله
بعد أن فقدَ الأمَّ
لا تبتئس بكلِّ ألوان الظلام
فالعين صارت تبصِر الحياة
والأم صارت مرضعة ابنها بعد الغياب
والحياة فيها كل ألوان الحياة
لا تبتئس .. لا تبتئس !!
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق