بَكَــتِ السُّطورُ وَتاهَتِ الأقـــــلامُ
وَملــوكُ يَعـرُبَ في القَـلـيبِ نيـامُ
مـالي أراهُـمْ والمَضارِبُ بُعـثِرَتْ
عـــادَتْ لِـيـومِ فُجـورِها الأصنـامُ
فَـهُـنـا أبـو جَهـلٍ يُجَعجِعُ صاخِـبـاً
وَهُـنــاكَ تَـرسُمُ يَـومَـنــــا الأزلامُ
وَالــدَّربُ مِن مَسَدٍ حِبــالٌ أُزلِفَـتْ
وَلَهـيـبُ حَطَّـابِ الــدِّمـاءِ ضِـرامُ
حَتّى حُـروفُ الضّادِ شابَ بَريقُها
والشِّـعـرُ لَـطـمٌ والعُكـــاظُ رُكـــامُ
صِـرنــا نُلَملِمُ لِلحُــروفِ وَسائِــداً
وَعَـلى الـهَـــوامِشِ عِـلَّــةٌ وَسُقـامُ
وَقَــوافِــلُ الأعـرابِ تــاهَ دَلـيـلُهـا
أينَ الـــمَـنـــارُ الـبيضِ أينَ الشَّـامُ
أينَ الـمَـديـنَـةُ إذْ تُشِــعُّ بِـقَــبــرِهـا
وَبـنــورِ مَـكَّــةَ تُشـرِقُ الأحــــلامُ
أينَ الخَـيـولُ تَمورُ مِلءَ ضُبـاحِها
أيـنَ الجَحـافِـلُ إذْ زَهـــــا الإسلامُ
صِـرنا مَـنــاذِرَةً هُـنــاكَ لِفـــارسٍ
لِتُخــومِ كِسـرى تُـذبَـــحُ الأيَّــــــامُ
وعلى مَشـارِفِ قَيصَـرٍ غَسَّـــانُهـا
طَـــوعُ الـبَـنـانِ جَـنــادِلٌ وَطَـعـامُ
فَــرِحينَ نَـدفَـــعُ صاغِـرينَ كَـأنَّنا
كـالـعَـبـدِ نَشــري سَـيِّــداً لِـنُضــامُ
وإلى بَني صُهـيـون نَحـبو طاعَـةً
وعلى الحُــــدودِ مَـــــوَدَّةٌ وَسَــلامُ
بِعـنـا فِلَسطينَ العُــروبَــــةُ بَعــدَما
صـارَتْ تَسوسُ بِــلادَنــا الأقــزامُ
والآنَ عَـيـنُ الشَّــامِ تَسكُبُ دَمعَهـا
لَـمّـا بَغَــتْ بِـديــــارِهـــا الظُّـــلامُ
وَتَطــــــالُ بَغـــدادُ الأبيَّـةُ عُصـبَةٌ
مِـنْ نَسـلِ كِسـرى تُـرفَـعُ الأعلامُ
وَهُـنـاكَ في اليَمـنِ السَّعـيـدِ مــآتِمٌ
في كُـــــلِّ حَـيٍّ مِبضَـعٌ وَسِـهــامُ
وَعَبيدُ مِصرَ اسْتَعـبَـدَتْ أحـرارَها
بِالـــدَّمعِ يَكتُبُ حُــزنَـــهُ الأهــرامُ
مــــالي وللأعــرابِ تَشهَـدُ مَوتَهـا
وَكـــــأنَّ يَعــــرُبَ للـرَّدى خُـــدّامُ
فـالطِّفـلُ يُـذبَـحُ لا أنـيــنَ لـِمـوتِـــهِ
تـاهَـتْ بِأعـــدادِ الــرَّدى الأرقـــامُ
أينَ الرِّجالُ تُميطُ عَن طِفلي الأذى
وَبِـــــلادُ يَعـــــرُبَ كُـلُّـهـا أيـتـــامُ
آهٍ على دَربِ العُــروجِ إلى العُــلا
ضـاعَ الهُــدى وَتَكَسَّـرَ الصِّمصامُ
عـودوا فَـقَـدْ تـاقَ الطَّــريقُ لِأهلِهِ
تـاقَـتْ لِتَكـبـيـرِ الـهُـــدى الآكـــامُ
شُـدّوا حِـبـــالَ اللهِ واعتَصموا بِها
بِحـبــالِـــهِ تَـتَـفـــاضَـلُ الأرحـــامُ
د. أنور الحجي: 10/11/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق