الاثنين، 7 أغسطس 2017

الأديب محمود الحلبي // نص بعنوان // سنمار // رئيس التحرير محمد أحمد خليفة


سنمار


سنمار ايها الاحمق العبقري الصادق ..
سنمار ايها الشاعر الذي ما أتم قصيدته ..
إنتحر بيد غيره ..
وفاق خياله توقعه ..
سنمار ربما استطال البلاء قليلا
فجسدي يستعيد خدره الازلى ..
وتلك الرزايا بلاء غير منقطع
وبعض رحمات وبصمات سماء وماء 
والمحيط يعوي ضد شراعي 
وماؤه يملىء فمي
وانا المثابر وحبال شراعي تنقطع
وبعض ريح..
قربان يعيش بنخاع الإله..
او ستموت !
..
سنمار اليوم لاول مرة ..
سأعلمك الاجرام ..
اترك نوافذ غرفتك مشرعة للهواء والضوء 
افتح ذراعيك ..ترنم ...
راقب السابلة من العاشقين في ذلك الدرب 
وعاني مثلهم من ذلك الجحود
وارقص ...
ترنم بعاشقين وحلق معهما 
تألم لظلم وقع هناك وأنب ضميرك 
تلاشى في ثم ابرة لو لظلامة ذبابة 
هكذا هو الاجرام 
ان تتألم بلا دم يستباح امامك . 
..
سنمار خائف انا من ظلمة القبر ..
ووحشته 
لكنني في شوق 
لذاك الصمت الذي يعدنا بالسكاكر والحلوى
هناك في ظلمة القبر كوة 
ضوء تناثر ليضيىء المكان 
خلوة..
بعض ضميرك تستهدي به 
نشوة
خجلى تسير امامك 
تدلك على طرق النجاة ..
نبوة
تدرك ما لا تستطيع انت ادراكه 
بعضك يمشي امامك 
لا وحشة بعد الساعة ..
لجلال الحب وقاره 
لجلال الحب شمائله الغريبة 
سلوى ..
نحن سلواه ..
رواده متى هو أّذّن وكبّر .
..
سنمار هي ترنيمة الصباح...
قبل ان تكون تغريدة
ذئب انت ام عطر سوسن؟ 
ام سماء؟ 
هل انت كنت بعض امنية؟ 
بعض انبهار ضوء 
واحاجي؟
يمضي صداها على جسدي الغض 
والخيال...
بعض نبيذ كنتَ وكنتُ
اعلم طعمك..
هو العجز عندما تفقد لونك 
طعمك ...نكهتك..
تراني هزلت؟
جننت؟
بذلك الطريق المقفر ؟
ترى كيف احثو وقت الصلاة ؟
من جديد افق..
انت في حلمك الاول 
ضللت وهدة الكبرياء
وأكل النعاس عيوني 
وترتيلتك ما انتهت...
مصرة على عذابي السرمدي 
هاهي ترتفع الستار 
ويبدأ العرض من جديد
مأساة اخرى ...
وحرب ضروس 
وثمة رغبات شتى 
تقال ولا تقال ..
كفر مضمخ بالعلن يهتك الستر 
ويفضح النخاع
لا ترغمني ان اكون جليدا..
انا مادة الحياة ولست رمادا..
ولست ماء ..
احرس قدميك من النار 
عند راسك احرس احلامك 
في كل ليلة .
...
ماذا يا سنمار ؟
ماذا لو انقطعت تلك الكهرباء الساكنة ؟
حتى ارحام امهاتنا تركناها دون رجعة ..
فكيف انت وانا ؟
حتى التراب الذي تعودناه لفظنا ..
فكيف انت وانا ؟
حتى ذلك الرحيق في اللغة عجزنا عنه او عجز عنا ..
فكيف انت وانا ؟
يا صاحب ...
في داخل هذا الجسد ثمة ندوب هنا ..
أو عويل هناك ..
أو ضربة شبق كبثرة طاغية جبار ...
في الجسد وتلك الجمجمة ثمة اسرار..
أنظر بين حلمتيك ..
سأراك وتراني ..
تلك الكهرباء إخترعناها لنا ..
وتموت بنا ..
ويهيم ترددها ليسمع الكون شجوها :
(إنني ازلية لا أفنى بصدور هؤلاء )
...
أشدُّ شفاه جرحي واحلم ...
انها ستكون يوما ندوبا 
وما الجراح سوى عطايا آثرة 
تمحو آثام وسخط الليالي 
تراني أخيط في مقلتي ذاك الاثر ؟
هداياك ..
عطاياك لا اروع ..
لكن خفف العبىء عني
إني ذبلت قليلا ..
لا اروع من السهد هناك
ولكنهم حسدوني على تلك الجراح
أيوب يصرخ كعادته 
وانا اردد نفس النشيد ..
نفس النواح الطويل 
تتمنى ان تصلب من عينيك 
لينتهي امرك ...
وثمة رحمة
تجلجل في الجلجلة وابتسامة احمق ..
مثل اول ضوء وسط ركام الظلام يثب
اليك 
يهزاء بجلاديه ويحنو عليهم ثم يحنو عليك..
يقول لهم انا ملاذكم يوما ..
وهم يضحكون ..
طينك وعجينك ..
زرع تلك المواسم 
ستكون ثديا يرضع كل هؤلاء الحمقى 
تريث قليلا فثمة سلوى هنا او هناك 
فثمة سلوى 
جراحك بعد ...
تسيل ارجوانك منك 
وانت تراقب ...
ويقول لك من بعيد :
كيف اراك؟
كيف ستغوص اصابعي بقطن وجهك ..؟
وابكي هناك 
تأتي لتحمل عني الصليب للمرة الثانية ..
لتشعر بدفىء صدري يحنو عليك؟
دع كل غزواتك بعلمي ..
او دون علمي 
الامر سيان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق