الأحد، 17 سبتمبر 2017

حبيبة لاتجيد إلا البكاء// الشاعر محمدالحلبي// مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار// رئيس التحرير: محمداحمدخليفة






حبيبة لا تجيد إلا البكاء 
…………………………………

ما دام قلبي محشوَّاً بكلِّ هذه
الغاباتِ العارية
فلماذا تنطلقُ من رؤوسِ أصابعي
العصافير 
مادامت أنفاسي الخشنة
ترعى قُطعاناً من الحروب
فلماذا تلمعُ خلف الجدران
ضحكاتُ الأغاني النحيلة.…… 
الصباحاتُ ذات الأنياب الجميلة
تجُرُّ المقابر إلى وسط المدينة
تسوقُ الحدائق ومدارس الأطفال إلى
جِهةٍ مجهولة
وصدري المُعبَّأُ بالقصائدِ والحجارة 
يختنِقُ يا صغيرتي
فلماذا تبكينَ هكذا 
تَغمِسينَ السماء في بحار عينيكِ
يا موتيَ الضَّائع في الأزقة البعيدة
يا أشجاري المُثقلة بالبنادق الجائعة
يا حبيبةً لا تجيد أي شيء
إنهُم يتقاتلونَ بنشاطٍ بالغ
يصوِّبون مدافعهم 
تماماً باتجاهِ قلب البلاد
باتجاهِ أعمارنا الآتية
مُعيبٌ أن نبكي
أن نذبُلَ كما الورود 
المزروعة داخل الملاجئ المُنهكة
ارقصي بهاتين القدمينِ المفزوعتين
اكتبي لي فوق النافذة 
عناويننا الجديدة التي ما أن نحفظها 
حتى نغادرها
حدثيني عن البراكينِ التي نسيت كيف تسعُل بطريقة لائقة
عن الذئاب التي طردتها الحقول والجبال
لأن أنيابها ناعمة جداً 
افعلي أي شيء 
قولي لشيطان الشعر بأن يمزِّق قلبي أكثر
لماذا هو كسول هكذا ورحيم هذه الأيام
انقُلي من الأنهار المزيد من الدموع لعيون المدن الجافة
حاولي ترقيم جراحي 
كي أُحسِنَ استخدامها لاحقاً
لماذا لا تجيدين القيام بأي شيء 
سنتزوج أنا وأنتِ
حين يُطلِقون سراحَ القُرى والزغاريد 
وتعاد لنا شفاهنا وأرواحنا التي نكاد أن ننساها كيف كانت
سنتزوج ونزور أضرحة طفولتنا وحكايانا السعيدة
وسنبدو اقل حزناً وأكثر نظافة
ونقترب من الناس باطمئنان 
ونخرج إلى الفرح الطَّلق دون خوف
ففي الآخر 
جميعنا أنهكتنا الحرب يا صغيرتي 
سنعانق المستقبل 
حتى وإن كان بأطرافٍ اصطناعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق