الشاعر عمر هشوم // رمضان في وطني // رئيس التحرير محمدأحمدخليفة
(( رمضــانُ في وطنـي ))
يـاربِّ قـــد بلَّغتَنـــا رمضـــانــــا
فامنُـــنْ و بلِّغْنـــا بـهِ الأوْطــانــا
يـاربَّ شهــرِ الصَّــومِ طالَ صِيامُنـا
حتــى غـدَتْ أيــــامُــــهُ أزمــــانا
وهِــلالُ عيـدِ الفِطْـرِ لم نشهدْهُ من
سبْــعٍ أذاقَتْنـــا الظَّمــــا ألوانــــــا
إلاَّ عُصــارةَ دمعِنــــا فمُبـــاحـــةٌ
بعــدَ الغُـــروبِ تمضُّهـــا شفتــانـا
وسُحُــورُنا أرقٌ وخُبـــــزُ مَذلَّــــةٍ
وفَطُــــورُنا قـد أدَّمُـــوهُ هَـــوانـــا
* * *
أيــنَ المـــوائدُ عــامـراتٍ أنْعُمـــــاً
وصـدى المـــآذنِ يمخُــــرُ الآذانـــا
واللَّمـــةُ الأحلــى علــى إفْطـــارِنا
من كلِّ غُصْـــنٍ أينعَــتْ بُســـتانــا
وخميـرُ عِـرْقِ السُّوس يروي عِرْقَنا
فيعـــودُ مـن بعــدِ الظَّمــا رَيَّــانــا
ودوائِــرُ الكعْـكِ المُسمْـسَمِ مُتعـــةٌ
للناظــريـــنَ تلـوكُهـــا عَيْنـــانـا
وتبـــــادلُ الأطبـــاقِ زادُ مَــــــودَّةٍ
بــهِ نُســعِـدُ الأحبـــابَ والجيــرانا
إيقــاعُ طبلتِـــهِ المسحِّــرِ خافِـــقٌ
في القلــبِ يوقِظُ نائِمــــاً يَقْظانــا
* * *
أيـنَ الليالـي العـــابِقاتُ سكينـــــةً
لمَّـــا تجلَّـــى بوحُهـــــا إيمــــانا
ومجـالسُ الذِّكْرِ الخصيبـةُ قِيعُهـــا
رَوْحٌ يفـــوحُ رَواحُــــهُ رَيْحــــانا
ومواسِـــمُ القُـرآنِ فـي أســـواقِــــهِ
مَــنْ يبغِهـــا لايعــرفِ الخُسْــــرانا
وتواصـــلُ الأرحــامِ ملْــحُ صِيـامِنا
وقِيــامِنـا نُرضــي بـــهِ الرَّحْمـانا
ريــحُ المحبَّـــةِ فـاحَ من نفحــاتِـهِ
فتطيَّبَــتْ منهـــا القلــوبُ حَنــانـا
* * *
رمضــانُ فـي وطنــي كـلامٌ آخـــرٌ
لمَّــا يجــفَّ علـى اللَّســـانِ بَيـــانا
تقتــادُنـا الذكــرى إلــى حاراتِـــهِ
فيَهيجُنــا شــــوقٌ لهـــا أظمـــانـا
ضـاقَـتْ بنا الدُّنيا وما ضـاقَ الرَّجـا
بـكَ ياكــريمــاً واسِـعـــاً إحســـانـا
ياربِّ بالشـهْـــرِ الكــريمِ تكــرُّمـــاً
بلِّغْنــي عيــدَ الفِطْـــرِ في عَندانـا
8 رمضان 1438
( عمـر هشـوم )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق