الأحد، 7 مايو 2017

لم يعد يقطر جرحي / قصيدة للشاعر / د. أنور الحجي   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 





لم يعدْ يقطرُ جُرحي
أصبحَ الجرحُ أظافرْ
وأنيني صارَ عُرساً في مدى حُلمي  يُسافِرْ
لم يعد ينزفُ جرحي بعد طعنٍ بالخناجرْ
أصبح الجرحُ هتافاً من ملايين الحناجرْ
يــــــاعذاباتي أعيدي
صوتَ مظلومٍ وثائرْ
وابعثي نوحَ الثكالى كهدير الموجِ هادرْ
واجذبيني وأعيدي  جُرحَ مكلومٍ يكابرْ
وازرعي رعشةَ قلبي بين كثبان المقابرْ
تُنبتُ الأرضُ  شموخاً
تُنبتُ الأرضُ  بشائرْ
واقتليني لا تخافي
أنا بالموت أُجاهرْ
كبِّري ... كبِّري من نوحِ قلبي
أيقظي كـُلَّ العساكرْ
واطرقي بابَ المنايا
دمِّري كـُلَّ المخافرْ
أصبحَ الموتُ ربيعاً
أصبحَ الموتُ شعائرْ
......
من سُجونِ الَّليلِ جاؤوا باعترافي
أنا مَنْ شاركَ في صَلبِ المَسيحِ
وذبحِ هابيلَ
و قَتلِ  الغولَ والعنقاءَ والرُّخَ الخرافي
أنا من شاركتُ في كـُلِّ الخطايا والجرائم والصغائِرِ
و الكبائرْ
صوَّروني
أخبروا الدُّنيا بفعلٍ ليسَ فِعلي
شوَّهوا سُمعةَ أهلي
 بينَ آلافِ العشائرْ
يا إلهي
 قدْ علمنا  أنَّ شيطان الخطايا ليس شيطان البشرْ
ومن الجِنِّ أتانا كـُلُّ أشرار الفـِكرْ
غيرَ أنِّي بعد هذا اليوم أدركتُ بأنَّ الإنس أدهى
بالمكائدِ والدَّسائسِ والمعاهرْ
....
في ظلامٍ صارَ من لونِ ثيابي
وشخيرُ الموتِ مركونٌ ببابي
وحقيرٌ يتسلّى بأنيني ونواحي و عذابي
وأنا أشهقُ يا رحمنُ يا ربَّ السرائرْ

كيف للبلوى بأنْ تُزهِرَ عُرساْ ؟
كيف للآهاتِ أنْ ترسمَ بأساْ ؟
ومن الأيامِ هل نشربُ كأساً ؟
قد مزجناهُ بصرخات الحرائرْ...
.....
لم أعد أذكرُ إسمي
 لم أعد أعرفُ رَسمي
قالوا:  جرثوماً ومدسوساً ومهووساً
وبالدِّينِ أُتاجرْ
وأنا محضُ هُتافٍ أبيضِ الرؤيا
سليمِ النَّفسِ مُخضرِّ الخواطرْ
كبـــَّلوني
لفلفوا كلَّ ظلامِ الكونِ من حول عيوني
وعلى الأرضِ التي أعشقها
كَمْ جَرجَروني
وعلى جُرحي رَمُوني
وأنا قلبٌ عَزيزُ النَّفسِ مَحمومُ المَشاعِرْ
****
أنا والسِّلمُ افترشنا بُردَةَ التَّاريخِ حَقاً أبديا
وعشِقنا لَعنةَ الظُّلامِ في الأرضِ سَويّا
وعَرَفتُ الحَقَّ مُذْ كُنتُ صَبيّا
أعزِفُ الصَّحوةَ في كُلِّ الضَّمائرْ
يا ضميراً ماتَ في كُلِّ الحنايا والخوالِجِ والخَواطِرْ
إنّني سافَرتُ في عِزِّ شِتائي
تَضرِبُ الرِّيحُ فِراشي وجِداري وسَمائي
والخَنا أنتَنَ مائي
وأنا وَحدي أُسافِرْ
لَيسَ في دَربي سِوى عَتمُ طَريقْ
وَشِماخُ الرّأسِ مُبتَلٌّ عَتيقْ
وأنا قُرب مَضيقْ
فاقِدُ الهِمَّةِ خائِرْ
غَيرَ أَنّي في ظَلامِ الّليلِ أدرَكتُ طَريقي
وَرَسَمتُ الفَجرَ مِنْ صَوتِ رَفيقي
صَوت حُرٍّ يَملأُ الدُّنيا
هُتافاً  ..وغِناءً.. ومَنابرْ
ها أنا قد صِرتُ حُرّاً
ها أنا قد صِرتُ فَجراً
ها أنا قد صِرتُ ثائِرْ...
ها أنا قد عِشتُ ثائِرْ...
ها أنا قد مِتُّ ثائِرْ...

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق