الأحد، 7 مايو 2017

رحلتك موجعة غائرة الجروح ..لكنها لن تنتهي / بقلم الأديب محمود الحلبي   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 









إنها نذر الرحمة التي تغسل القلوب والمقل ...
حب يغسلنا رغما عنا ...
ماء زلال نعوم به غير مدركين كنهته ولا وظيفته ..
موجع حيناً ..
وبارد ينسي الجسد اوجاعه حيناً ..
ولكنه قدر لا فكاك من ممارسته ..
منذا غيرك أهلا به ؟
هو لصيقك الابدي ...
ومنارة كونك البائس ..
أيها الرائع به ...
تذكر !:
غرد لي ؟
إتساع صدرك؟
جوفك؟
ذلك النبض والتلاشي ؟
امام جدارك الصهيوني ؟
السوح في معارفك ؟
إنها عدة السحر لكي نمارس طلاسمنا .
...
نظري الذي لازمني دهرا طويلا
.اليوم تركت نصفه هنا متجهما
هي الحكاية من هنا تبدأ ...
نشوى سكرى بك ...
....
هي الغربة تضرب في مقتل ...
هي العري في صلفه ومجونه ...
هي الهمجية الملعونة بهذا القطع المجنون منك ...
غربتك ما كانت غربة ...
هي صنف من الهروئين يضرب صدرك ...
والغربة دواء ...
والهجر دواء .والعذاب دواء ...
هل جربت ندامة الكسعي ؟
هل جربت آلام المسيح ....
وخذلان موسى ...؟
هل جربت ريحا تقتلعك وانت في فراشك ؟
تشتهيها وهي حرام عليك ؟؟
هل جربت ذلك الجنون ؟؟
....
رحلتك موجعة غائرة الجروح ..
ولكنها لن تنتهي لذتها ...
لن تدرك مواطن اجرامك ونبوتك ...
لن تعرف لهفتك وجوعك...
ولكنها ستشتهيك ذات يوم ...
تحسس ارصفتها ..
وقبابها وازقتها ...
انت بعضها كنت ذات يوم ...
انت وهي تراوحان منذ ان خلقتما ..
ولكنكما غريبان ...
أيكما سيخترق الاخر ويمضي الى حتفه ؟
ايكما سيمتلك تلك الجرأة ويمضي باكيا شاكيا آلامه ؟
آآه من مقلة مغلوبة لا تشبع مرارة وهمجية حزن ...
آه من بكاء لا ينتهي الا على وسائد الرجوع ...
صوب توقف الزمن على راحتي صمتك والوهن ...
أمس كنا حلما انا وانت ...
سنتين وانت وانا ...
عامان من لوعة الصلاة ...
تعدك انها آتية معلقة على صدر أيل متوحش يهديها لك ويرحل ...
يتركها تخمش صدرك بلذة غريبة ...
تقتطع من لحمك وانت تهذي بحبها ...
تتسول بيت شهر تتركه على غمازتيها وتمضي بين زهو صمتها وشبقك ...
سيدة الضوء وانت والخافقان ..
وثمة حزن ...
انه النشيد الاخير ..
هلل لكل قبلة ثغر ونحر...
هنا يمس التراب التراب ...
هنا ترجع الى تلك الرائحة النافذة ....
تتحسس تلك الازقة والكنائس والمنابر ..
نزق البقاع على أشده وانت بين رحيق الزمهرير وجحيمه ..
لا بورك بماء القلب يذهب سدى ..
سهم تحطم قبل ولوغه بماء القلب ..
...
انا وانت وهذا الاذى والشر بين جنبيك وبيني ..
على رسلك ...
وانت تسمل عينيك ثمنا لرعشة ..
وتبكي حطام رئتيك ...
لن اتجهم بعد الان معك ...
بعضك يرقيني بتمائمك ...
يهتف بي :
المعوذات والاخلاص والفلق ...
هكذا نشفى من الاسقام ...
نخب الشفاء ...
نخب الشفاء ...
واكفانك تحاك في يديه .
هكذا كان حلمك ...
ان تكون كذلك ..
كان حلمك ألا تعشق الا تحقد ..
ان تعيش كذلك ..
بين بين ..
غرد الان بين هذا وذاك
غرد كي تعيش الحلم الابعد ..
أن تتكوثر على حساب جسدك وشعورك ..
ماذا تبقى لك يا فتى ..
التخمة تؤذبك في كل شيء ..
والجوع يقتحم اركانك ويعبث بك ..
كيف تتابع ذلك الانحراف ؟
انت كنت تحلم كذلك ...
كنت تريد ان تكون كذلك ..
فغرد الان !
حلمك يصغر لقبلة شبقة ..
حلمك يكبر ..
ليجمع أشلاء وطن بأسره ..
هكذا كنت وستبقى وحيداً معافى من دنسهم ..
أصرخ بكل قوتك انك هنا ...
فلا احد يسمعك ...
اركل الاشياء والطبيعة بمؤخرتها ...
وستمطر لك عشقاً آخر ..
هكذا الاغبياء ...
غرد الان لذلك ..
غرد لأجل تلك التمائم ...
ترى كيف تجدها ؟
متتى تراك وتراها ..
ايها النخاع ...
انت تدرك ما أعاني الان من صقيع ..
ولكنك تتجاهل سقمي وتضحك ..
لا تبالي بوجعي تقول لي :
غرد لي !!
كنت اظنك أذكى ..
كنت اظنك تهيم بي كما عهدتك وانت بتلك الرشاقة ..
كنت تقول لي :
ليس الان ..
فمتى ؟
تذكر تنسكك الكاذب يا صاح ...
عفتك التي انهكت كياني ..
أنا ماجن في كل شيء ..
لا اعرف حلول الوسط ..
وانت اتقنتها للأسف ...
انت تعاني من ذلك وأنا أعاني ..
كلنا ينتظر شيئا ما ..
مجهول مركب المخالب ..
ينهش بكلينا ..
نصف قرن كانت كافية لكي نشيخ على اسوار ذلك الحلم الاحمق ..
كيف انت الآن؟؟؟
شارات استفهام وتعجب ونقاط ...
أي شيء يغريك ..
أي شيء يفتن بك ..
أي شيء يؤلمك يبكيك يضحكك ..
يكفر بك وتكفر به ..
لا وسط ..
كيف تراك الان ؟
تعاند هزائمك بشناعتها ولذتها ..
تعاند حتى اللحظة الاخيرة انك كنت تصلي ...
كيف يصدقك تبغك ونبيذك؟
كيف تصدقك سحب دخانك ؟
كيف تصدقك اصابعك الصفراء وهي تحتضن قهوة العشق تلك ..
كيف تصدق انك موجود حتى الآن ؟
انها لعبتك الازلية يا صاح ..
معركة ابدية ..
تموت واصابع الحاوي ترهق ذاك القصب ..
دع الغناء الان وإسترح ..
اترك القوى العظمى تعبث بك قليلا ..
اترك الطبيعة تنده لك :
أني جائعة ..
اتوسل لك !
لك سنين وانت بين حنايا الجوع وسقام القهر ومعاشرة الشياطين..
بذلك القبو الموحش تدرك الحقائق ...
تدرك كل ما فاتك من نبوآت وشعوذات وكفر وايمان ...
ترتل مزاميرك على مسمعك فقط ..
وتدرك انك وحيد وحيد ..
وانت تبتسم ابتسامتك الاخيرة .
في حنايا الصدر
تجثم زوابع الجنون
يخترق شبق الوجود حقدا وانانية
في خريف العمر تتوفر اشياء ...
واشياء تفقد ...
ضربه هنالك بالصدر واثقة مؤلمة!
حرقة تخدش جدار معدتك
عصب مفاجىء ينبيك اني هنا
ضائع بين نعيم وعويل
هدايا مقدرات وجدت قبلي وبعدي
ثمة صهيل وبعض توسل
تدنو من وسادتك ...
تتوسد غبار ماضيك
مسربلة احلامك كالصواعق وقت الربيع
لا ضوء لا صوت سوى انت
الحقيقة انت
والوهم انت
جاهز انت لكل خرافة ..
جاهز انت لكل زوبعة ...
تراك سترحل ام ستبقى ككل مرة ..
ترشف آخر ثمالة كفر ..
تمارس آخر بغاء لك ..؟
بين اصابعي عشرون الف بغي تتراقص ...
وعطر الف غانية يستباح ...
آآآه من خرافة الوحدة ...
تصعق من اشياء مفاجئة بين عينيك
تزاول السحر امامك
وتتوقع اشياء بفراستك ...
بهجتك في حبك الابدي لرفيقة العمر ..
عشقك لاخر العنقود ...
ولَهك بنظرة عاشقة
خائنة لصبية مرقت امامك كسهم
لم تستطع ان تثبت ناظريك عليها ...
هي كلها انعكاسات شقية محببة الان ..
من بينها يسقط ذاك الايمان
او يستمر واثقا في خطواته عاشقا لك ...
في الفراش يستباح كل شيء حتى الحلم ...
تسافر لآخر الكون
وتعاند شياطين الارض وملائكة السماء
وتنتفض لترى نفسك ممسكا في تلابيب غطائك
وتبكي لا لشيء ...
هي ذاتك الشريدة
رجعت اليك بائسة حزينة
تتوسدك من جديد ..
وتتوسدها وتنام قرير العين منهك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق