الاثنين، 29 مايو 2017

الغادة المشرقية قصيدة للشاعر / محمد عزت الخالدي   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 




بغداد يا سيف الجهاد الأعظــم … بغداد يا أم الرجال الأكـــرمِ
بغداد يا وجه المروءة والنــدى … بغداد يا كبرى البلاد الأقــدم
بغداد يا بيت الرشيد الأمجــدا … ها أنتِ رمح في صدور الأجـرم
كانت أمان الناس في محرابهـــا … عبد يناجي الله نصـرَ المنعــم
كانت بديع الخلق في أمجـادهــا … قوم ترقَّوا في المراقي الأعظـــم
كانت مسار الدين في الدنيـا التي … ضاءت بنور الهَدْيِ هديِ الأسلـم
كانت منار العلم طوداً راسخاً … ضوءٌ يشع النور نورَ الأعلــم
والسيف كان الجاهز المستنهَدا … في ساعد القوم الكرام الأحلـم
والرمح خطِّيُّ الأصول استُشرِعا … في زُجِّه موت العـــدو الألأم
والقوم قد شدُّوا القِسِيَّ استنفروا … جهدَ الكماة الصادقين الأقــوم
والسهمُ سهمُ المفتــدين بلادَهم … يحكون ذكرى الماجدين الأشيَـمِ
والجند جند الله بِرّاً أقبـــلوا … يبغون موت الصابرين الأحكــم
بغداد يا أم الكرام استبسلــوا … يَعْلون متن العاديات الأضــرم
قد كنتِ يا بغداد مجداً ســاهراً … تبغين صوناً للذّمـار المُنْعَـــم
قد كنتِ يا بغـداد هماً للعــدا … قد أوضعوا في عرضك المُستظلَم
ما أغفلتْ بغداد يوماً مَنهَلاً … حيث ارتوت من كلِّ حوضٍ أعرم
ســادت فكانت رائد الدنيا، بها … ما كان نعمى للـبرايا اليُتَّــم
ثم انقضى ما كان مجداً باهــراً … واستُعلنت بغداد مثل الأيِّــمِ
بغداد صارت بعد عبــاس ونى … تستنجد الأغيار من لم يُسلِــمِ
بغداد منصورٍ غدت في خِدرهـا … مهوى الطَّروق المــارقين القُزَّمِ
واستُعمِرت بغداد من ضعفٍ بهـا … قـد كان ملكاً غافلاً عن مَغرَم
واستيقظ العملاق شعبــاً ثائراً … تشتد منه الروح نحو المُنعِــم
واشتدَّ منه الجهد جهـدٌ باسل … فانزاح عنه الكربُ كربُ الأخرم
والروح ماجت تفتدي روح العــراق الصامد الأسمى بيــوم مظلــم
جاءت جموع الناس، ساءت مطلباً … تحكي هولاكو الشّرَّ بالمستعصـمِ
جاءت جيوش الكفـر ترمي آلةً … للقتل قتـلِ الماجدات الأكلـمِ
رباه ردَّ القاسطـين استنفــروا … جاؤوا لأكل المال مالِ المُعـدَمِ
رباه أنت الحـاكم العـدل الذي … نرجوه في مهد السلام الأخْيَـمِ
رباه أنجد جنـد قوم قد صَلَــوا … نار البغــاة المارقين الظُّلَّــمِ
رباه لا تجمع على جنـد العــــراق النــارَ والرمضاء مهدَ المجـرمِ
رباه واجعـل جهدَهـم مِرقاتهـم … نحو الجنـان الخلد مأوى الأكـرمِ


*************

تم بواسطة / سمر لاشين




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق