الاثنين، 29 مايو 2017

الجارةُ القبطية / قصيدة للشاعر / حسني التهامي   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 






الجارةُ القبطية الطيبةُ
صديقةُ أمي
تعودتا تنقيةَ الأرزِ
وتناولَ الجبن المعتقْ
والشايَ المُحلى بارتخاءات المساءَ
مع انكسارِ حرارة الشمسْ
كانتا تشكوان أشياءَ كثيرةً :
حرارةَ الصيفِ / شقاوةَ الأولادِ / الغلاءَ الذي ... و ,,,
ولم اكن أعرفُ ما سرُ توافدِ الحمامِ حولَهما
و ما سرُ هذا البياضِ الذي يختالُ في باحةِ الأفق
وكيفَ تسللتْ خلسةً من على سورِ الحديقةِ
لبلابتان تتهيآن للتزاوج
والريحُ تَبَشُ معلنةً موسمَ الإخصابِ والفرحْ
وكانتْ تتمازجُ أصواتُ المآذنِ والأجراسْ
ووجها الجارتينِ – كلما كبرتا – يلمعانْ
والحمامُ لا يراوحُ المكانْ
وكنت أنا بدوري ذلكَ الصبيَ
كم يروقُ لي أن أعدَ عصائرَ الليمونِ
كي أنالَ ابتسامتينِ وديعتينْ
ودعوتينْ
وكنت أجول بين " رسالةِ الغفرانِ " و بين "رسالةِ الملائكةْ"
ثم ألتقي " دانتي " خارجاً من الجحيمِ إلى المَطهرِ
معلناً حقيقةً السماءِ واحدةْ
وأنََ للسماءِ صفصافةً عاليةً وممتدةْ ...
ثم تغريني الزنابيرُ
عندَ مطالعِ الأجرانِ
****
عامانِ مرا
والسنين تجرُ أذيالَ مشيتها للمغيبْ
والعتباتُ التى شهدتْ قصةَ الجارتين
تئنُ من وجعِ الحنينْ
والآن أعرفُ:
ما سرُهذا البياضِ الذي يختالُ في باحةِ الأفقِ
وكيفَ تسللتْ خلسةً من على سورِ الحديقةِ
لبلابتان ... تتهيأن للتزاوج
والريحُ تَبَشُ معلنةً موسمَ الإخصابِ والفرحْ
والحمامُ ...
الحمامُ الذي ... لا يراوحُ المكانْ



*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق