الأربعاء، 25 يناير 2017

| ﻃﻠَّﻘﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜَّﻼﺛﺔ |قصة قصيرة: سمر سليمان/تجمع الأدباء و الكتاب السوريين و العرب الأحرار


| ﻃﻠَّﻘﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺜَّﻼﺛﺔ |
ﺗﻌﻤﻞ ﺻﺤﻔﻴَّﺔً ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨَّﻬﺎﺭ ﻭ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪﺓً ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻲ
ﻟﻴﻠﻬﺎ .
ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺘَّﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﻣﻘﺎﻻً ﻋﻦ ﻣﺮﺗﺎﺩﻱ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ ﺍﻟﺸَّﻌﺒﻴَّﺔ.
ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﺞُّ ﺑﺎﻟﺠَّﺎﻟﺴﻴﻦ،ﻛﻠَّﻤﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﻭ
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﺟﺎﻧﺒﻴَّﺎً ﺗﺮﻯ ﺑﻪ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ.
ﺻﻔﻘَّﺖ ﻟﻠﻨَّﺎﺩﻝ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﺗﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ .. ﻗﻬﻮﺓ ﺳﺎﺩﺓ ﻟﻮ
ﺳﻤﺤﺖ،ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﻧﺮﺟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺎﺩﻝٍ
ﺁﺧﺮ .. ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺃﺭﻳﺪ ﻛﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﻢ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ
ﺑﺨﺠﻞ.
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﺤﻂَّ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﻭ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ،ﻓﺘﺎﺓ ﻛﻬﺬﻩ ﻣﺎ
ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ،ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﻭ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ!.
ﺗﻘﺪَّﻡ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤوﺟودﻳﻦ،ﺃﺗﺴﻤﺤﻴﻦ ﻟﻠﻌﻢ ﺃبي ﻓﻮﺯﻱ
ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻚِ؟
ﺗﻔﻀَّﻞ ﻳﺎﻋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮَّﺣﺐ ﻭ ﺍﻟﺴَّﻌﺔ.
ﺍﻋﺬﺭﻱ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻫﻨﺎ،ﻣﺎ ﺍﻟﺸَّﻲﺀ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺩﻓﻊ ﺻﺒﻴَّﺔ
ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺴَّﻤﺎﺀ ﺑﺤﺴﻨﻬﺎ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ؟
" ﺿﺤﻜﺖ ﻭ ﺃﺧﻔﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ " ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻄﻠَّﺒﻪ ﻋﻤﻠﻲ
ﻳﺎﻋﻢ،ﺃﻧﺎ ﺻﺤﻔﻴَّﺔ ﻭ ﻃُﻠﺐ ﻣﻨِّﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﺪَّ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻋﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭ ﻣﺮﺗﺎﺩيها ﻓﻬلا  ﺃﻓﺪﺗﻨﻲ ﻭ ﺃﻛﻮﻥ ﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸَّﺎﻛﺮﻳﻦ؟.
ﺍﻣﻤﻤﻢ ﺍﻵﻥ ﻓﻬﻤﺖ، ﺃﺟﻞ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ .. ﻟﻚِ ﻣﺎﺗﺮﻳﺪﻳﻦ، ﻣﺎ
ﺭﺃﻳﻚ ﺃﻥ ﻧﻌﺎﺭﻙ ﺣﺠﺮﻱ ﺍﻟﺰَّﻫﺮ " ﺍﻟﻨِّﺮﺩ" ﻭ ﻧﺘﻜﻠَّﻢ؟.
ﺣﺴﻨﺎً ..ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﻠِّﻤﻨﻲ ..ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ .
ﺷﻴﺶ .. ﺑﻴﺶ .. ﺟﻬﺎﺭ .. ﺳﻴﻪ .. ﺩﻭ .. ﻳﻚ ....ﻋﻼ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺰَّﻫﺮ
ﻭ ﺿﺤﻜﺘﻬﺎ،ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻢ ﺃﺑﻮ ﻓﻮﺯﻱ ﻳﻘﺺُّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺎ
ﺍﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪﻳﻦ ﻭ ﻛﻴﻒ ﻟﻔﻈﺘﻬﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘَّﻔﺎﻧﻲ
ﺑﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻴﻘﻀﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻦ ﺧﻴﺒﺘﻬﻢ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﺍﻟَّﺬﻱ ﺣﺎﺻﺮﻫﻢ
..ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻓﻘﺪﻭﺍ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭ ﺍﻧﺸﻐل ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻠﺬﺍﺕ ﺃﻛﺒﺎﺩﻫﻢ .
ﺍﺧﺘﻨﻘﺖ ﺑﺎﻟﻨَّﺮﺟﻴﻠﺔ ﺍﻟَّﺘﻲ ﺗﺠﺮِّﺑﻬﺎ ﻷﻭَّﻝ ﻣﺮَّﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.
ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻢ ﺃﻧَّﻪ ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺡٍ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻳﺤﻴﻴﻪ ﻓﺮﺍﻍ.
ﻛﻠِّﻤﻴﻨﻲ ﻋﻨﻚِ ﻳﺎ ... ﻣﺎ ﺍﺳﻤﻚ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺰﻋﺠﻚِ؟.
ﺍﺳﻤﻲ ﻓﺮﺡ،ﻻ ﺗﻌﺮ ﻟﻼﺳﻢ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻚ،ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﻟﻜﻞِّ
ﺍﻣﺮئٍ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﻧﺼﻴﺐ.
ﺃﺣﻴﺎ ﻭﺣﻴﺪﺓً ﺑﻌﺪ ﻃﻼﻗﻲ ﻭ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻣِّﻲ ﻭ ﺃﺑﻲ،ﺃﺧﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ
ﺳﺮﻗﻪ ﺑﺮﻳﻖ ﺃﻭﺭﺑَّﺎ ﻭ ﺷﻐﻠﺘﻪ ﻋﻨِّﻲ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ،ﺃﺳﺘﺄﺫﻧﻚ ..
ﺃﺗﺴﻢﺡ
ﻟﻲ ﺑﺎﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ.. ﺷﺎﻛﺮﺓً ﻟﻚ ﻳﺎﻋﻤِّﻲ .. ﻳﻜﻔﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺘﻪ ﻭ
ﺗﻌﻠَّﻤﺘﻪ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ؟ .
ﺃﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻀﻲ،ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﻬﻰ ﺑﻘﺮﺍﺭﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻠِّﻖ
ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﺐٍّ ﺑﻪ ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻟﺘﻠﺪ
ﺍﻟﻔﺮﺡ.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق