الأربعاء، 12 أبريل 2017

إنه الأزرق / بقلم الأديب والشاعر محمود حلبي / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 









إنه الازرق حين صولته الاخيرة ...
شامة هنا...
وندبة هناك ...
في حضرة الفجر تهيم الاسئلة في اجوبة منتقاة ..
ولكن هنا هو المستحيل في كلاهما ...
كيف لجرأة سؤال ان ينبت ببنة شفة؟
كيف لجواب ان يتجرأ على الانطلاق الى ذلك الثغر المستحيل ...
انها تمثال رودس آخر ...
جمادا آخر تتحرك بين يديه المصائر
يجب ان نمرق عند قدميه ويتشفى بنا ...
هو الاعجاز وكان وسيبقى...
محتال جميل يمارس فتنته على الخلق والحجارة ..
وثن ...
...
عند ظلمة الفجر السكرى بكل نبيل وقبيح..
عند همهمات الشكوى والتضرع والابتهال...
تهيم الاشياء ببعضها..
ثمة لحم عاري
وثمة خذلان وهزيمة وإنكفاء
صولجانك الاثري تحطم فوق مقلتيك
وسلطانك يتدثر النفاق
ترى ما انت؟
وكيف استحلت لتلك النتائج؟
عند بزوغ الضوء سترى كل اشيائك صريحة تشير اليك ...
انت انا ..
ولكن بصمتها المعهود..
..
تعتقد انك صرت قديماً...
تجاعيد وجهك ..
إفراط الابيض في لحيتك ..
تراك كبرت ؟
وتقوس ضلعك أكثر ؟
تلك الشقوق سركَ
وذلك التقوس دهرك يتراجع بك للخلف...
تعتقد انك صرت قديما ؟
جَرِب أن تكون براثن ذلك النسر الخرافي ..
جرب لمرة واحدة ان تفترس خيالك ...
سحاق الوحدة الاخيرة ...
هناك عند منتصف كل شيء سأراك تحمل علامات عشقك ..
وردة وكتاب وفلة ..
واريج نازف وحمرة خجل انيق ...
كيف تُراك تفرق بين عطر وسحر ..
وبين سحر وعطر ؟
فأي العطور تريد ان تستبيح ...
فأنا عطري أبكم أزلي ..؟
زمن العطايا انتهى وانقرض ...
فأي سحر تريد ان تزاوله ويداي تمسك ذؤابتاك ؟
وقهوتي لم تترك اثرا بفنجاني الاخير ..
ستراني هناك انا لا احمل شيء ..
سترى مستحيلا على كتفي يمارس رقصه...
سترقص على قدم واحدة الان ...
ستغوي كل نساء الارض ...
وتسقط عند قدمي آخر انثى ..
وتطلب الصفح قبل ان تستبيحك ...
وتصلي وانت تراجع دهرك ذاك على كرسيك الوثير...
لقد تقطعت الاسباب بك ...
والجهل بالشيء إعاقة ...
هل نحن معاقون ؟
ننتظر بصمات السماء !
ولقد انتهى زمن الرسل والمعجزات ..
فأي إعجاز تنتظره ...؟
وأي انطباع تتركه إرثا ً لعشقك...
وأي إختراع ستخترعه بتجاعيدك ؟
تلك الدهشة من شظايا حروفك ..
قف لها بخشوع ...
وانت تنفلت الى اختراعك ..
تلقي تحية الصباح على موزارت ..
وتحتسي شرابك مع جبران ..
وتركل الهواء مع محفوظ...
تركل غربة قلبك ومنافي عمرك ..
وانا بحضرة روحك يعصف بي نبضك ...
روحك ...
وقطوعك ...
على طاولة حشيشك نكابد بعدا ثالث ..
لقد قبلت ان نتراشق السهام بالكلمات ...
فهل تراجعت ..؟
لماذا تتركني أبحث عنك في بيادر الخير والشر ..؟
ارتكب الآثام لأجلك ...
ليس الامر تسلية ايها المحتال ..
ليس الامر مراهقة حمقاء ...
أيها المحتال في قمقمك ستثب برشاقة مراهق ذات يوم ...
ستمارس هنالك كل امانيك ...
وقدمك اليسرى تضرب ضربتها بأديم الارض ..
كفكرة مبهمة ...
تستل في اروقة الصمت سلاحك لتفتك بي ..
وانا ارنب الليل ومارد النهار ..
يكسر قمقمه...
يكسر تاريخه الاسود ..
يحطمه ...
احتاجك انا للملمتي لتراني وسيم وسيم ..
وشبقي انت من تلجمه .


*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق