الاثنين، 3 أبريل 2017

وصية الرحيل للشاعر / عبد الفتاح النفاتي   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 





 هناك في الأفق البعيد

من الخليج

بحر يرقد تحت البحر. ..

هناك في عاصمة اليمام تشب

عاصفة من ثرى الحرب و السلام

هناك حيث أفتش عن زهور الليل الكسلى

زهرة زهرة

و سوسنا سوسنا

فلا أجد سوى أثر إحتراق

الوريد ....

هناك في المساء الحزين

حيث يعبث القمر بشعر أنثى

تتمنى الرحيل

فلا رحيل ....

أنا هنا. ....أنا لست هنا

أنا هناك. ..

وجعا إرتداديا لوجه المرايا

وترا من كمان شريد. ..

تركت للحقيقة حفلة الوهم

لتنتصر نصف دقيقة

على ظلها. ..

و تكتب للكلمات أناشيد الضباب الكليم. ...

لا شيء من هذا

حدث الآن. ..

سوى دغدغة بالقلب

و أنفلونزا بالذاكرة

و نسيانا برجوازيا عقيم

كنسيان الأم لنداءات الفجر و الحنين الأول

لجرح الولاده. ..

في مدينة الحزن السابق. ..

مدينة التسعين

جنون يتكلم عن نفسه

بلغة المار خلف الكبرياء

تقول الجدران المتوجة تحت دبابه. ..

نجحنا في حصار الحصار. ..

و كسرنا ولاية القديسين. ..

نحن الآن أمام إختيار الوقت عاجزين

نقابل الأصدقاء

نترشف الصدى

ننحني أمام عقرب الثوار حين يمرون

بجنون

أمام جدار الشهداء

و يتبولون على مصحف العاطفه

بفتون. ...

هل كنا هناك. ..

حين صنعوا لبيروت على مقاس الغاصبين

مقبرة للكيان

و دمروا سيقان الكرز النبيل. ..

أيها القلب ....أيها البحر

أيتها السماء

العابرة للسماء

كأنك تمثال من الزان

أو من السنديان. ...

آن للغريب أن يرتاح

قد يدوم الحصار

أو تنجح إمرأة في فك رباط الحياة

فنهرب

ثانية إلى حضن الهاويه

و نفترق ثانية

بعد طول اللقاء

أوصيك يا فاتنه

أن تحرسي زهور المساء

و تسقي بجهدك الشخصي كرم الليل

و نعومة المطر

و حداثة وجد الكستناء. ..

قد نفترق هنا أو هناك

لا يهم الراحل شاعرية الدمع

و احمرار شريان العناق

فقط هو كالماء

يحضر كل جنازات الوداع. ..


*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق