الاثنين، 3 أبريل 2017

قصص قصيرة جداً للأديب والقاص / جمال الدين خنفري   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 






بوح

انْتصَب واقِفا كالطَّوْد الأشَمِّ على الرُّكْح، قرأ كتابَهُ بِيَمينهِ ، تَحرَّر لِسَانَه مِن عُقْدتِه، أَرْسَل سِهامَ حُروفِه، زَعْزعَتِ الأرْض تْحتَ العَرْشِ، تداعَت أرْكان القاعَةِ، ابْتلَعتْه فِي طرْفة عين.


***********

مُدرِّس

رسَم لنفْسِه قلْباً طيِّبًا، باعَهُ في المَزادِ العَلنِي، اسْتَأثَرت به الأَرْواح البَريئَة بِحُبٍّ، حدث أنَّ سُرْعة جُنونِيَّة، عاجَلتْه بِدفْعةٍ قويَّةٍ إلى قاعة الإِنْعاش، في ذُهولٍ، زارَتْه باقات مِن الأزْهارِ، طَبعَتْ قبلةَ الأَملِ على جَبِينِه، أطْلقَ زَفْرةًّ حارَّةًّ، حمْلَق في فَضَاءِ الغُرْفة، ابْتسَم، تمَزَّق الحَرْف بِداخِلهِ، تَجَهَّمت مَلامِحه، سَطع نَجْمهُ في الكوْنٍ.


**************

عانس

وضعت فنجانين من القهوة، ابتسمت باحتشام، رمقها الشاب بنفاذ بصيرة، صاغ منها عنوانا، رفعه إلى والدته، انفرجت أساريرها، جرت الرياح لها بما تشتهي.

**************

 لهفة

ذات فقد، توسَّدت هيكل الماضي، توشَّحت بالحُزن، راودها شبحه، توسَّمت فيه الرُّجوع بشهامته المعطَّرة برائحة التُّراب، ضمَّت يديها إلى صدرها، سافرت إلى لوعة الشَّوق في أحلام وردية.

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق