هـي ثـــــورة الأحــــــلام
هيَ ثَــورةٌ بِالحَــقِّ تَمشي جَـارِفَــةْ
مِثلُ الصَّبـاحِ على الَّليالي العاصِفةْ
هـيَ ثــورةُ الأحـلامِ طـالَ نَـزيفُهـا
وهي الــدِّمـاءُ لِكُــلِّ أرضٍ نــازِفـةْ
هيَ ثَــورَةٌ جَمَـعَ الطُّغــاةُ لِــذَبحِهـا
كُـلُّ الـذِّئابِ مَـعَ العَقـارِبِ زاحِفَــةْ
لَكِـنَّهــا رَغْــمَ الـظَّــــلامِ فَـــإنَّـهـا
هيَ ثَــــــورَةٌ لِلـنّـورِ تَبقى هـادِفَــةْ
مِـثـلُ الجـيــادِ إذا تَعَـثـَّرَ دَربُـهــا
رَغـمَ الجِــراحِ الحُمـرِ تَبقى واقِفَـةْ
عَـرَّتْ أبـالِسـَةَ الـطُّـغـــاةِ ومَكرَهـا
هيَ ثـَـورَةٌ لِلـكُــلِّ صـارَتْ كـاشِفةْ
فَــمُـقــاوِمٌ بـِالإِسـمِ بـــانَ مُـقـــاوِلاً
للفُـرسِ لِصٌّ في الّليـالي الخاطِـفـةْ
أو لاعِــنُ الشَّيطـانِ يُسفِــرُ وَجهُـهُ
فَـيَـبــانُ إبلـيسٌ بِلُـبـسِ أســاقِــفــةْ
أو أُخــوَةٌ في الـــدَّمِّ أرهَـبَـهُمْ دَمي
فَــزَوَوْا كَحَــربــاءٍ بِنَفسٍ خــائِـفـةْ
وَمُعَمَّمٌ لَـبِـسَ العَمـامَــةَ مَــظـهَــراً
هَـذي المَظـاهِـرُ قد تَبَدَّتْ زائِـفــةْ
قَــدْ بـاعَ بالـدِّينِ الحَقـيقَـةَ واشْترى
والفَـرقُ يَكمُـنُ في لِبــاسِ الطَّائِفـةْ
حَتّى الَّــذينَ عَهِـدتُهُـمْ في ثَــورتي
رَكـبـوا مَعَ الأهـواءِ أُخرى حارِفةْ
هيَ ثـَـورَةُ الأحــرارِ ثـَـورَةُ مـارِدٍ
خَرَجَتْ على الطُّغيانِ مِثلَ الرَّاجِفَةْ
هيَ للحيـاةِ غِـنــاءُ أحـــلامِ الــرُّبــا
كَــالأُمِّ تَحـنـو بِالضُّـلـوعِ الـرَّاهِـفَـةْ
لَكِـنَّـهـــا للظَّـــالِـمـيـنَ إذا بَـغَـــــوا
كَـقَــذيفَــةِ الـبُـركــانِ تأتي ناسِـفَــةْ
يا سـادَةَ الطُّغـيـانِ أقـبَــلَ يَـومُــكُـمْ
سَنُعـيـدُها نَــاراً بأُخــــرى رادِفَـــةْ
فَـــأنـــا امـتـدادٌ للحـيـــاةِ وَثَــورَتي
أمطـارُ حَــقٍّ في الّلـيـالي النَّـاشِـفَـةْ
*******************
ما عاد ينفع يا صغير صراخنا
ما عـادَ يَنفعُ يـا صغيرُ صُراخُنـا
وفَـمُ الـحقيقــةِ فـي الـتَّظَلُّـمِ أبكَــمُ
لا سـامِعٌ مهمــا عـَلـتْ أصواتُنــا
فــالسَّمعُ ألـجَمَــهُ القَــويُّ الأظـلـَمُ
والقـولُ أضحى للضَّعيفِ مَـذَلَّـــةً
بـالسَّـيفِ عــالَـمُنــا يُقـِـرُّ ويفـهَـمُ
قد فـاضَتِ الكلمـاتُ حتَّى أُتخِمَتْ
صُحُفُ الــزَّمـانِ فمـا لـَـهُ يَتَكـَتـَمُ
والمـوتُ أثخـنَ لا يُطــالُ لِجـامُهُ
والـظُّـلــمُ فـي أوطــاننــا يتحـكَّـمُ
صَرَخـاتُ أطفالِ المجازرِ غُيِّبَتْ
والـغَـربُ فـي أوجــاعِنــا يَتَهَكَّـمُ
والـعُــرْبُ آهٍ قــد تَفـَتـَّتَ شَملُـهـا
ولســانُ حـاكِمِهــا غَريبٌ أعجمُ
صـِرنـا غُثـاءً لا سُيـولُ لِمـائِنــا
والــرِّيحُ في أمصـارِنــا تَتَلَـطَّـمُ
صِرنا خـِرافـاً والـرِّمـاحُ رَبـابَةً
كَـهــلاً على أيـَّامِــهِ يَـتَــرَحَّــمُ
أينَ الفَــوارسُ عِشقُهــا لِرِكابِها؟
والسَّيفُ مِنْ كَفٍّ هـَوى يَتَحَطَّمُ؟
أينَ البيــارقُ كـالمَـدى مُتلاحِقٌ؟
شِبـلٌ إذا ولَــجَ المَــلاحِـمَ هَيثَمُ؟
أينَ الرَّضيعُ إذا المَراضِعِ أفطَمَتْ؟
فَتَخِرُّ كَــوكـبــةُ الـعُتـاةِ وتُرغَمُ
أينَ الَّذي إنْ قيلَ هَلْ مِنْ فارِسٍ
هَـبُّـوا أُلــوفــاً للمقــابِضِ تَلـثُمُ
يا آلَ عَبسٍ هَـل وَنَتْ أصـلابُكُمْ؟
أمْ شِعرُ عَنتَرَةُ الــفَـتى يَتلَـعثمُ؟
ألـمي ينــامُ علـى النُّـواحِ عَشِـيَّـةً
والصُّبحُ من كُلِّ المَواجِـعِ يُتخَمُ
لَكِـنْ على وَقـعِ المَـذابِحِ أقبَلتْ
أُسـْدٌ تَشَبَّعَ فـي مـآسيهــا الــدَّمُ
فَنَمَتْ رِجــالاً لا مَثيلَ لِثــأرِهـا
وَنَمَـتْ نِسـاءً بـالبُطـولـةِ تَفْطُـمُ
اليـومُ يــومُ العـاديـاتِ تَزاحَـمتْ
هـي للجِــراحِ دواؤُهــا والبَـلسَمُ
يَرتَدُّ عكسَ الرِّيحِ رَجْعُ ضُباحِها
فـَـأصيخُ سَمعي هــائِمــاً أَتَنـَعَّـمُ
إنِّي أرى صُبحـاً على وقعِ النَّدى
إنِّي أرى ليــلاً يَزولٌ ويُصرَمُ
مهمـا تَكــالَبَتِ الـعِـدا في حـَقِّنـا
سَيجيءُ يــومٌ كـالنَّهــارِ فَتُهــزَمُ
*********************
الـحـيـــــــــــــــــــــــوان
هوَ الحَيــوانُ مِن نَسلِ الأفاعي
لَــهُ في كُــلِّ مَجـــزَرَةٍ سِــلاحُ
يَفيضُ بِسُمِّـهِ شَرقـــاً وَغَـربــاً
على الـتِّـلـفــازِ يَغـلِـبُـهُ النُّبـاحُ
وبالـبَـرميـلِ يَفـتِـكُ بِالضَّحـايـا
فَتَصرُخُ من مَجـازِرِهِ الجِراحُ
وَكَمْ غَصَّتْ بِـلا ذَنْبٍ سُجونٌ
وَكَمْ عَـرَّى مَظـالِمَـهُ الصَّبـاحُ
هَـوَ الطُّغـيـانُ إسـمٌ مِن مُسمَّى
ونـابُ الـذِّئبِ في غَـدرٍ سِلاحُ
وَقَـدْ سَمُّــوكَ ذَيـلَ الكَـلـبِ لَمَّا
غَـدَوتَ الذَّيلَ تُزكِمُـهُ الـرِّياحُ
هَـنـيـئـاً يـا بَـني الإنسـانُ لَـمَّـا
طُغاةٌ عَن بَني الإنسانِ راحوا
وَصاروا كَالوُحوشِ تَهيمُ فَتْكـاً
وِفِعـلُ الفَـتـكِ أَبهَــرَهُ النَّجـاحُ
ولَكِـنَّ الكِـــلابَ أَبَتْ وَصاحَتْ
وَأهـلُ الغـابِ أَتعَبَهـا الصِّياحُ
أَبَتْ وتمــردت إذْ صــارَ فيها
طُغــاةٌ لا يٌغـالِـبُـهــا جِـمـــاحُ
وأَردَفَـتِ المَقــالَ بِكُــلِّ سَــاحٍ
وَقَـولُ الـرَّفضِ يَعـقِـبُهُ نُـواحُ
خُـذوهُـمْ يابَني الإنسانِ عُـذْراً
فأهلُ الغَابِ يَحكُمُها الصَّلاحُ
وَمَهما كـــانَ مِـن قَـتـلٍ لِنَبقى
فَمـا لِمجـــازِرٍ تَفني سَـمــاحُ
هُـنـا القـانونُ إنْ قِسْتُمْ رَحيمـاً
طُغـاةُ الإنسِ للدُّنيـا استَباحـوا
ضَحايا الجُوعِ للطُّغيانِ فَـــوزٌ
وَقَتـلُ الطِّفـلِ في غـازٍ نَجاحُ
وإعـلامُ النِّفـاقِ يَمـورُ خُـبـْـثــاً
عَـنِ الإجـرامِ عَينُهُمُ أشـــاحوا
فَـأمـوالِ الـطُّغـاةِ لَـهُـمْ لِســـانٌ
وَحِبرُ الحَرفِ من دَجـَلٍ قِراحُ
تَعـالَوا يا بَني الإنسـانِ نَفـري
رِقـابَ البَغيِ والكُلُّ استراحوا
******************
في الغربة أزرع أحلامي
في الغُـربَةِ أزرَعُ أحـلامي
لأُعـيـدَ الــرّوحَ لأقــــلامي
أرسـمُ مِحـبَـرتي أُسـطــولاً
لأَقُـضَّ مَضـاجِـعَ ظُــلّامي
والـقَـلَـمَ بِهـــامَـتِـهِ سَـيـفــاً
والسَّـطـرَ يَـنــوءُ بِــــآلامي
سَـيـفــاً سَـأطــالُ بِأحــرُفِـهِ
أوكـــارَ زُنـــاةِ الإعــــلامِ
قِـرطاسي صارَ عَـنــاقِـيداً
والــرِّيـحُ تُــداعِـبُ أنسامي
وبِقلبي صــارَ هُـنـا وَطني
بِرُمـوشـي تَخـفِـقُ أعــلامي
والخَيمَةُ طَـــودٌ مِـنْ غَضَبٍ
ورُواقٌ يَـعــزِفُ أنـغـــامي
والسَّـقـفُ يُبــاعِـدُني حـينـاً
والـغُــربَـةُ تَـسـرُقُ أعوامي
أحــلامُ الشّــامِ هي الـدُّنـيــا
والـدُّنيــا حُـلـمٌ فـي شــامي
عُـنــواني بِضـعـةُ أرقــــامٍ
بَعـثــرَها الهَجـرُ بِأرقــامي
والإسـمُ يعــودُ بـِـلا معـنى
أذكـــرُهُ كـــانَ بــأوهــامي
لَـكِـنِّي رَغـــمَ مَـرارَتِـنــا
رَغْــمَ الإجــرامِ وحُـكَّــامي
سَأُعـيـدُ مَـنـاحَـتـَنـا عُـرسـاً
عـنـهـــا سـَـأُكَـفِّــرُ آثـــامي
وأَعــودُ كـمــا كُـنتُ صَبـيّـاً
والـعِشـقُ يَـبــوحُ بِهِـنـدامي
عِشـقٌ لِـتُــرابِكَ يــا وطـني
قَـدْ صـارَ بِصَحوي ومَنامي
سـَأعــودُ فَـتِـيّـاً يــــا وَطني
وَبِـدَربي تـَكـبُــرُ أحــــلامي
بِدُعـــــاءٍ مِــنْ أُمِّ شَـهـيـــدٍ
سَـأُعـيـدُ الأمــسَ لأيَّـــــامي
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق