الاثنين، 24 أبريل 2017

نَفَحَاتٌ شَامِيَّةٌ قصيدة للشاعر / مصطفى طاهر   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 







****************
نَفْحٌ مِنَ الشِّـعْرِ أَمْ شِــعْرٌ مِنَ العَبَقِ
فَاحَتْ نَسَــائِمُهُ فِي الحِبْرِ وَالوَرَقِ
كأنّـــَما مُزِجَــــــتْ بِالطِّيْــبِ أَحْرُفُهُ
وَاليَاسَـــمِيْنِ وَزَهْرِ الفُلِّ وَالحَبَــقِ
هَبَّتْ مِنَ الشَّــامِ مثْل الغَيْمِ مَاطِرَةً
رَوَّتْ صَدَى مُهْجَتِي منْ غَيْثِهَا الغَدِقِ
لَمَّا ذَكَرْتُ رُبُـــــوعَ الشَّامِ أَرَّقَنِي
فَيْضُ الحَنِيْـنِ إِلى تَارِيْخِهَا الأَلقِ
وَبِتُّ فِي أَرَقٍ أَشْــتَاقُ رُؤْيَتـهــــَا
وَهَلْ تَرُدُّ حَبِيــْباً شِـــدَّةُ الأَرَقِ
فِي القَلْبِ سَـاكِنَةٌ فِي العَقْلِ مَاثِلَةٌ
تَجْلُو بِطَلْعَتِهَا سَــيْلاً مِنَ العَسَــقِ
فَوَجْهُهُا أَلِقٌ وَالخَـدُّ نَــاضِرَةٌ
كَأنَّـهَا وُلِدَتْ مِنْ حمْرَةِ الشَّــفَقِ
كَغَادَةٍ خَطَرَتْ وَالسِّـحْرُ يَسْــبِقُهَا
هَمَّاسَـة السَّـــيْرِ فِي زَهْوٍ وَفِي رَقَقِ
فَالشَّـامُ فَاتِنَةٌ بِالحُسْــنِ مُفْرَدَةٌ
كَأَنَّـهَا الشَّــمْسُ فِي إِطْلالَةِ الفَلَقِ
عَشِـــقْتُ أَرْضَكِ وَالأَشْواقُ تَحْرقُنِي
وَالعشْقُ فِي القَلْبِ حَتَّى آخِر الرَّمَقِ
قَدْ كُنْتُ أَمْلَأُ مِنْ أَنْفَاسِـهَا قَلَمِي
وَكُنْتُ أَنْسُـجُ مِنْ أَهْدَابِهَا وَرَقِي
وَكُنْتُ أَنْظُمُ شِـعْرِي مِنْ جَدَائِلِهَا
فَيَرْقُصُ الحَرْفُ فَوَّاحـــاً عَلَى النَّمـــَقِ
فَالشَّمْسُ تَبْدو كَوَجْهِ الشَّامِ سَاطِعَةً
وَالشَّامُ تَزْهُو كَعِقْدِ الدُّرِّ فِي العُنـــُقِ
إِنْ جَالَ ذِكْرُكِ فِي قَلْبِي وَفِي خَـــــلَدِي
تَجْتَاحُ نَفْسِيَ أَسْــرَابٌ مِنَ العَبَقِ
يُغَرِّدُ الطَّــــيْرُ فِي عَلْيَائِهِ جَذَلاً
وَيَنْسُــــجُ الشَّوْقُ أَحْلاماً عَلَى الأُفُقِ
آهٍ عَلَى الشَّامِ فِي حُزْنٍ وَفِي شَجَنٍ
فِي مُقْلَتَيْهَا نَزِيْفُ الدَّمْعِ  وَالوَدَقِ
ضَاقَتْ مَنَافِسُــهَا طَالَتْ مَصَائِبُهَا
تَغْفُو وَتَصْحُو بِوَجْهٍ شَـاحِبٍ قَلِقِ
أَمْجَادُهَا سُــــــرِقَتْ أَوْصَالُهَا قُطِعَتْ
جَفَّتْ عَلَى شَفَتَيْهَا رَشْــفَةُ الغَبَقِ
خَــــوْفٌ وَجُــــوعٌ وَأَوْجَـــاعٌ مُنَــــضَدَّةٌ
وَالرُّعْبُ وَالمَوْتُ أَشْـــــبَاحٌ عَلَى الطُرُقِ
تَبَّــتْ يَدَاهُ الَّذِي بِالحِقْدِ جَرَّحَهَا
وَأسْـكَنَ الهَمَّ فِي الخَدَّيْنِ وَالحَدَقِ
صَبْراً شَـــآمُ سَـــيَجْلُو اللهُ غُمَّتَنَا
فَالشَّمْسُ مَشْرِقُهَا مِنْ عَتْمَةِ الغَسَـقِ
وَاليَاسَــمِيْنُ سَيَزْهُو فِي مَرَابِعِنَا
وَالشَّامُ تَرْفُلُ فِي فُسْتَانِهَا الأَنقِ
****************
كلمات/مصطفى طاهر
**************
معاني بعض المفردات:
• الحَبَق:جنْس نبات عَطِر من فصيلة الشَفَويّات. أَوراقُه جَميلة الخَضار، أَزهارُه بيض أو وَرديّة اللَّون. له رائحة ذكيّة جدّا تَنتشر من مجرَّد وَضْع اليد على أوراقه.
• ثجاجة: مطرٌ ثَجَّاجٌ، إذا انصبَّ جداً.
• الغدق: مَاءٌ غَدِقٌ : غَزِيرٌ ، كَثِيرٌ
• الرقق: الرَّقَقُ : والخِفَّةُ ..رَقَّقَ كَلامَهُ : لَطَّفَهُ ، حَسَّنَهُ ، زَيَّنَهُ
• الفَلَق : الصُّبْحُ عندما ينشقُّ من ظلمة اللَّيل
• الرَّمَقُ : بقيَّة الروح..لَحِقه في الرَّمَق الأخير : فى آخر لحظة من حياته
• النَّمَقُ : الكِتابُ الذي يُكْتَب فيه
• الوَدَقُ : نُقطٌ حُمرٌ تخرج في العين من دمٍ تَشْرَق به .
• شاحب: شحَب وجهُه : اصفرّ وامتقع , تغيّر من خوفٍ أو جوعٍ أو حزنٍ أو مرض.
• غبَق الضّيفَ : سقاه غَبُوقًا ، وهو ما يُشرب بالعشيّ.
• الرهق: ِارْتَكَبَ رَهَقاً : إِثْماً ، خَطيئِةً..الجن آية 6 فَزادَهُمْ رَهَقاً ( قرآن )عُرِفَ بِرَهَقِهِ : بِجَهْلِهِ وَخِفَّةِ عَقْلِهِ.
• العَسَقُ : عُسْرُ الخلق وضيقه ..العَسَقُ : الظلمة كالغَسق
• الغَيْهَبُ : الظُّلْمَةُ
• أنَق : مصدر أَنِقَ.. أنِقَ / أنِقَ بـ يأنَق ، أناقةً وأنَقًا ، فهو أنيق .


*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق