القصيدة من خمس مقاطع ، المقطع الاول تقول فيه الشاعرة :
"لم يكن مدركا
أنني آتية
هو فقط
أقفل القفص"
وتقول في المقطع الثاني :
"سمعت صوت ريح
من نافذته العصماء
وسمعت صوت مزلاج"
عند التوقف والتأمل في هذين المقطعين نعلم ان ثمة قصة تجمع بين شخصيتين هو وهي فما هذه القصة وهل نستطيع حقا ان نستنتجها من النص لنرى .
مطلع القصيدة :
لم يكن مدركا
انني آتية
هو فقط
اقفل القفص
الادراك كما هو معلوم يتصل بالموجود فالمعدوم لا يكون مدركا
إذن هي تتحدث عن وجودها الذي كما توحي دلالة النفي لم يكن في خاطره
ثم هذا الإمعان منه في الإغلاق:
"اقفل القفص ، نافذته العصماء ، صوت مزلاج"
الاغلاق كما هو ظاهر يستغرق انواعا عديدة فلا يكتفي بالانسان بل يمتد ليشمل الطائر ايضا وهو إغلاق تام ليس للابواب وحسب وانما للنوافذ ايضا وهو محكم كذلك كما تدل كلمة العصماء في قول الشاعرة "نافذته العصماء"
ويقابل هذا الإحكام والتمام في فعل الإغلاق منه إحكام وتمام في التأمل منها فهي تلاحظ النافذة وتلاحظ الباب فتسمع من النافذة صوت الريح ومن الباب صوت المزلاج ، بل إنها تتسع في ترقب المخارج اكثر وابعد فتلاحظ منه غفلتين الاولى انه لم يدرك وجودها والثانية انه لم يدرك وجود الطائر كما تدل لفظة فقط في قول الشاعرة:
هو فقط
اقفل القفص
مما يوحي ان الحرية ممكنة وخلفها فضاء متسع لانواع متعددة من الاحياء تتجاوز الإنسان إلى غيره "الطائر"
ويأتي المقطع الثالث ليزيدنا معرفة بالقصة وإلماما باسرارها تقول الشاعرة:
"كلمني قليلا عني
ذاكرتي ضاعت
في طريق الغابة الطويل "
هل اتضحت القصة ؟!
هل انكشف السر؟
نعم إنها قصة المرأة مع الرجل ،قصة الاستعباد مع الحرية وهي قصة وإن استحكمت احكام الغابة فيها واتسعت ممارسات التعتيم لا بد ستنجلي عن الصبح عن الحرية والانعتاق ، تقول الشاعرة :
"قلنسوة حمراء لشقيقة النعمان
تنبت في موضع كعب غزال
بعيد المطر"
الحرية إذن قرينة الدم "شقيقة النعمان" وقرينة الجمال " غزال" وقرينة الحياة
" مطر" تقول الشاعرة :
" ساسلك
طريقا شائكا
لأجرحني
ثم اندبك"
هي قرينة النضال ايضا وقرينة الفروسية فالمراة لا تفعل ما يفعله الرجل ؛فتلغيه بكليته ،انما تلغي منه جانبه السيء والشرير
فتحتفظ كما تدل لفظة "الندب " بمحاسنه
وهي إذ تقوم بذلك القصاص تقوم به على نحو الاضطرار والالجاء لا الاختيار فسوؤه وشره لم يترك لها خيارا إلا الحرب
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق