الأربعاء، 15 فبراير 2017

قصيدة غَيْثُ وشَوْقٌ / الشاعر عبد المجيد أبو أمجد / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة





جَــادَكَ الْغَـيـْثُ وَرَوَّاكَ الْـهَـنَـا
يازَمَانَ الْحُسْنِ فَيْ حِمْصَ الْمُنَى

وَسَقَـى اللَّـــــهُ رُبُوعاً أَقْفَرَتْ
وَدِيَاراً طـَــالَ عَـنْـهَـا بُعْــدُنـَا

وَغَــذَاكَ الْغـَيـثُ يامـِيْـمـَاسَـنَا *
بِدُمُـــوعِ الْشَّوْق تَحْكِيْ وَجْـدَنَا

                ****

مِنــْكَ ياحِمْــصُ انْطَلَقْنَا صِبْيـَةً
وَعَلَى صــَدْرِكِ يَغـْفُـوْ عُـمْـرُنَا

وَتَرَاكـَضـْنَـا كـَـأَوْرَاقِ الْهَـوَى
فِي رِيـَاضِ الْحُبِّ صِرْنَا سَوْسَنَا

كَـــمْ تَجَمَّعْنَــا بِرَوْضٍ عَـاطِـرٍ
وَغِنَـــاءُ الْمـَــاءِ يَحْكِيْ شَوْقَنَا !!

وَتَسـَابَقْـنـَا لِنَسـْقِـيْ جَــدْوَلاً
بِـأَكــُفٍّ مُـلِـئَـتْ مــِنْ حـُبِّـنَـا

فَـإِذَا حَــلَّ الرَّبِيــعُ الْمُنْتَشِـيْ
سَكِرَ الْقَلْـبُ بِأَطْيَــافِ الْـجَنَى

وَغَــدَا خَــدُّ الأَمَــانِيْ مُعْشِباً
يَتَبَــاهَى وَجـْهُـهُ مِـثْـلَ السَّنَا

كَـــمْ صَبــَاحٍ قـَدْ سَبَقْنَاهُ إِلِى
زَيْزَفُــونٍ قَــدْ غَفَى فِي دَرْبِنَا !!

وَحَــضَـنــَّاهُ بِشــَوقٍ عَــابِـثٍ
فَانْبَـرَى يَرْقُــصُ طِيْبـاً حـَوْلَنَـا

كَــــمْ تِلالٍ صَـارَ فِيْهـَا مَلْعَـبٌ
لِصـِغَـــارٍ جَعَـلْــوْهَا مَـوْطِـنَـا !!

دَارَتِ الـدُّنـْيَــا عَـلَى أَيَّـامـِهَـا
راحَ عَهـْدُ الْوَصـْلِ مِنْهَا وانْثَنَى

مَــزَّقَ الشَّمــْلَ غـُرَابٌ نَـاعِـبٌ
سَـرَقَ الأَعـْـدَاءُ مِـنـَّـا أَرْضَـنَـا

طَــاوَعَ البُعْـدُ عَـذُوْلاً حَــاسِداً
فَـتَـفَـرَّقْـنـَا بِـأَرْجـــَاءِ الـدُّنَــا

لَـمْ يَعُـدْ وَجْهـُكِ صُبْحـاً أَوْ مَسَا
يَلْتَقِيْنِيْ ... كَيْــفَ أَمْسَى بَعْدَنَا ؟!

                ****

أَنَـا يَاحـِمـْصُ بِهَـجْـرِيْ مُـكْـرَهٌ
فِي اغْتِرَابِيْ لَسْتُ أَدْرِيْ مَا الْهَنَا ؟!

كَـبَّـلَـتْـنـِيْ غُـرْبَـةٌ فِـيْ غُرْبَـةٍ
جَعَـلَـتْ أَضـْلُـعَ صَدْرِيْ مَسْكَنَـا

وَإِلَيْـــكِ الشــَّوْقُ شَوْقاً هَدَّنِيْ
أَشْعَـلَ القــَلـْبَ هُيَـاماً مُحْـزِنَا

كُـلَّ يَوْمٍ يَسْتَفـِيْـقُ الْفَجْـرُ فِيْ
أَعْيُنِي الْحَيـْرَى وَيَهْذِيْ: مَـنْ أَنَا ؟!

لَـمْ أَعُـدْ أَدْرِيْ نَهَارِيْ مِنْ غَدِيْ
لا وَلا صُبْـحِـيْ ولا لَيـْلِيْ هُنَــا !!

أَنَـا يَــاأُمُّ غـَرِيْـبٌ حَـــــــائِـرٌ
أَنَا بَعْـضٌ مــِنْ بَقَــايَا حَـيِّـنَــا !!

قَــدْ أَضَعْتُ الـدَّرْبَ فِيْ أَنـَّاتِـهِ
صـَارَ دَرْبِيْ صَوْتَ هَـمٍّ مُـوْهِنَـا

كُلَّـمَـا أَمَّلْتُ لُقْيَـــاكِ ارْتَـمـَتْ
أَعْيـُنِـيْ ثَكـْلَى وَتَبْكـِي بُعْـدَنَـا

لَيْسَ فِي قَلْبـِي اشْتِيَاقٌ عَاشِقٌ
بَلْ بُحُـورٌ مـَوْجُـهـَا مـَلَّ الْوَنَى
               ****

يَابَـعِيْـدَ الـدَّارِ هَــلْ تَشْتَــاقُهَا
كَـاشْتِيَــاقِيْ إِنْ يُعَذِّبْنِي الْعَنَـا !!

كَـمْ سَيَبْـقَى يَاصَدِيْقِيْ وَجْهـُهَا
غَـائِباً والشَّـوْقُ يُدْمِي الأَعْيُنَـا !!

إِنَّنِيْ رَغْـــمَ اغْـتِرَابِي صــَابِرٌ
إِنَّ فِـي رُوْحـِــي فُؤَاداً مُؤْمِنَا

سَيَعُـوْدُ الْوَصْـلُ يَوْمـاً ضَاحِكاً
وَيَعُـوْدُ الْغَيْـثُ يَرْوِيْ حِمْصَـنَا

هَـ'ـكَذَا عَلَّمَنـِيْ غَيْــثُ السَّمَا
وَبِـهَـ'ـذَا أَخْبَـرَتـْنِـيْ أَرْضُـنَـا

              ****

* الميماس: اسم نهر العاصي.


تم بواسطة / سمر لاشين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق