أخذ ينظر إلى رسالة الوصية بتفاؤل :من يدري فربما تكون هذه فرصته التي طالما انتظرها ،فسنوات الدراسة بكلية الهندسة لم تشفع له ليحظى بوظيفة تليق بشهادته،مما اضطره للعمل بعدة حرف ومجالات بدءا من بقالية الأرملة أم عبدو مرورا بروضة الأطفال في قريته وأخيرا كمحاسب في أحد المراكز التجارية بالمدينة .. لم يكن الذكاء ماينقص فادي فلقد كان من الأوائل على دفعته ولم تكن الوسامة تنقصه أيضا وهذه الرسالة من أحد كبار الشخصيات بالبلد ستحمله بعيدا إلى دنيا الرفاهية والمال ..-إياك أن تخبرهم أن والدك كان يعمل حارسا لمزرعته..قل لهم هو صديق والدك ؛ تؤكد والدته وهي ترتب هندامه وتعدل ربطة عنقه المستعارة كبقية الملابس في حنان.
عند دخوله المصعد بدأ يقوم بتمرين لما سيقوله في المقابلة ؛ مرر يده على شعره وكأنه كريستيانو في دعاية الشامبو مسح حذاءه خلف ساقه وتوجه إلى المكتب.
توقع أن يجد شخصا يدير ظهره كما هي عادة المدراء والمسؤولين كتكنيك لإرباك الموظفين ،لكنه لم يجد أحدا فقط سمع صوتا: أهلا سيد فادي ،استدر إلى الخلف . .يمين . .يسار بإمكانك الجلوس الآن...بحث عن مصدر الصوت لكن هباء.
-الاسم الثلاثي العمر الشهادة سنة التخرج ..
-فادي أحمد ... ... ...
-آخر مكان عمل و ما طبيعة العمل.
-محاسب لدى..
بعد عشرات الأسئلة يأتي الصوت لينهي المقابلة :بإمكانك الآن ضغط الزر الأحمر قبل المغادرة،حسب رقمك التسلسلي وهو 9775415670 ستعلن نتيجة مقابلتك بعد 75 سنة ،لا تحاول إبداء أي بادرة عنف أنا مجرد آلة سيدي مزودة بنظام إنذار خارجي..بيب بيب.
-كيف كانت المقابلة بني؟ تسأل الأم في لهفة.
-كانت نزيهة وشفافة.. جدا شفافة!.
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق