ثم إنك ستصل إلى مرحلة يصهر فيها يأسك كل منطق و تشعر بالغثيان لمجرد أن يحاول أحدهم التخفيف عنك و يصبح كل ما ينطقه لسان ثقيلاً عليك و تنتابك نوبة صرع لمجرد أن يقول أحدهم تفاءل، ذاك التفاؤل الذي لطالما رسم لك دروبا بقلم الرصاص و أخفى عنك مِمحاته
ستتبخر رغباتك المُحِقة غير المُستحقّة و سيغدو همّك الشاغل أن تُبقي حالك كما هو، كورقة شجرٍ تتوسل الريح أن تدعها و لا ترمي بها بين عجلات السيارات و أقدام المارّة....
سيغدو الشتات أمراً مألوفاً و الفزع من كل حدث روتيناً يومياً و لن تسيطر على نظراتك المتلفٍتةِ بكل الاتجاهات بلا سبب و لا لشيء محدد و ستُبنى جميع قراراتك على الخوف من اتخاذ القرار
ستصبح أنت نفسك مزعجاً لنفسك في المقام الأول، تنتحب لأمور سخيفة و تضحك لأسخف و ترى كل فعل تقوم به بلا جدوى بل لربما يزيد طينك بِلة
تريد التوقف عن كل شيء ولكن كل شيء لا يتوقف عنك
تكتب و تمحو ثم تكتب و تمزق الورقة... كل ما تكتبه ينحو منحاً مغايراً لما يعتمِلُ فيك و يغلي في مِرجلك
كيف لا و أنت تسعى لنقل من لا يمكن نقله و التعبير عمّا لا يمكن صياغته، تحويل شيء يسكن العظام لحبرٍ على ورق.
إما أن هذا الشيء يرفض تحويله و يعتبره تسفيهاً له، و إما أن الورق لا يقوى على حمله فيرفض و يضحك منك قائلاً : و كان الإنسان ظلوماً جهولا
رغم كل هذا الإعياء لا تُمنح فرصة أن تنحني أو تقُضَّ ظهرك قليلاً.... فهناك دائماً من يستند عليك
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق