السبت، 18 فبراير 2017

مروان قصيدة للشاعر الدكتور أنور الحجي / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة



مر.......... وان **** طفل صغير عبر الحدود السورية الأردنية وحيداً
هربا من براميل الأسد ليصل إلى مخيمات النزوح......


                               مروان.....
مـروانُ تــاه مع الزّمـان  سرابــا      ليخُطَّ من ألــمِ  الــنُّزوحِ   كِتابـا
فمشى ودمعٌ في الــعيونِ  يهزُّني     ويَتِفُّ في وجهِ الكبـارِ رِضــابـــا
مــروانُ يــا قلبـاً تمدّدَ  جــوفُـهُ    فغـــدا بِحـــاراً زفرةً وعِـتـــابـــا
قدماكَ كمْ عانت برملِ  صُراخِنا          ويداك ترسمُ في المدى   إعجـابـا
وغدت أنــاملك الــرقيقة  موكبــاً      ليَشُقَّ في عجــزِ الـولاةِ   حِجابـا
ومضيت في صحـرائنا  متأمــلاً        ردّاً على بؤسٍ غـــدا   وجــوابــا
كم عــانتِ الشَّفتــانِ زفــرةَ  تائهٍ    واشتمَّ أنفُك في الـــرَّحيلِ   عذابـا
ما كنتَ تأكلُ يا حبيبُ   مشرداً؟        ما كنتَ تشربُ في الطريقِ شرابا؟
لهفي  على طفــلٍ تشرَّدَ   أهـلُـهُ    فغـــدا ك (هاجـــرَ)  جيئةً وذهابا
يــا ربُّ عفوك هل يجـوزُ  لتائـهٍ      سعيــــاً هنـــاك وما لديــهِ نِصابا
ها قد وصلتَ إلى النُّزوحِ  بهمةٍ      تــــرجو رجوعــــاً مثلنـــا ومآبـا
وغدت حكايتُكَ القصيرةُ وصمةً          تنعي الــعدالةَ والــضميرُ خــرابا
مــروانُ سجِّل للــزمان نُبــاحَهم      ونــواحَ عُـــرْبٍ خِــلتَهمْ أحبـابــا
تركوكَ في الصَّحراءِ تندبُ تائهاً         سدّوا لــنُصرةِ أهــلِكَ  الأبــوابـا
وبمجلسٍ لـلأمن صـار خـوارهم        كــذبــاً بحاشيةِ الكــلامِ خِطــابـا
أعطــوكَ مـن زبـَدِ الكلامِ حلاوةً           ورموكَ ما فوقَ المُصابِ مُصابا
وغــدوا بجـلساتٍ  تنوّع  أكلُهــا     والــطِّفلُ ينظــرُ كِــسْرةً أحقــابـا
والــغربُ يا بــلدَ النِّفــاقِ بمكـرهِ        جعلــوك تفقدُ يـا صغير صوابـا
وسقوكَ بالبسمــاتِ سُمــاً قـاتــلاً       وَعَدوكَ تركبُ في الفلاةِ رِكابـا
فمشيتَ تسألُ في الرِّمالِ مفـازةً        ومشيتَ ترفُلُ في الثِّيابِ تـُـرابا
إنّي رأيتكَ يـــاصغير مهاجـــراً          شِبــلاً غدوتَ ولاحِقيــكَ ذِئـابـا
فمشيتَ كالحيتــانِ تمخرُ بحرنـا        وتـَـهِلُّ في أفـــقِ المكانِ عُقابـا
سيجيءُ فجرُكَ يا حبيبُ مباركاً              تغدو كمـا يغدو الـزَّمانِ شبابـا
فـاسجدْ لِـربِّكَ إذْ وصلت إنـــابةً       مــا بعد أبــوابُ الــعُلا أبــوابـا

تم بواسطة / سمر لاشين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق