(لما سُجنتُ بجوف قلبك راعني
هذا الظلام وزاد من أحزاني
وتركتني والخوف يُلهب أضلعي
أشكو المرارة من هوى سجّاني)
............... ......... .......
ورميتَني في قاعِ بِـئرٍ مُظلمٍ
فغرقتُ في ذاكَ الظّلامِ أُعـاني
وصحوتُ بعدَ تكسُّري وتَعَثُّري
مُتأثِّـراً منْ نَوبةِ الـدّوَرانِ
فإذا بِجدرانٍ تُحيطُ تَعاستي
وَيْـلي بذاك الـحظِّ ما أشقاني
وشَربتُ منْ كأسِ السُّجونِ مَرارةً
وأكلتُ منْ زادِ الهُـمومِ خُواني
طيرٌ حبيسٌ في جُنونِ غَباوةٍ
والقلبُ يشكو قَسوةَ القُـضبانِ
ما نِلـتُ حُبّاً مِثلَ منْ عرفوا الهوى
كَـلّا ولا رحـمَ الحبـيبُ جَـناني
لَيس الجمـالُ بِحسنِ قَـدٍّ فارعٍ
يَكـْفي لِقلـبٍ دائمِ الخَفَقـانٍ
فالـرّوحُ تَهوى خِـلَّهـا مُتزَمّلاً
شَـهدَ الودادِ علاهُ حُسـنُ بَيـانِ
روحانِ في عَهدِ الودادِ أَقامتا
صَـرحاً مَنيـعاً لِلسّمـاءِ يـُداني
روحانِ منْ فَرطِ التّعلُّقِ حَلَّـتا
روحاً على جِسـمينِ يَمـتزِجـانٌ
يتراشفانِ بكأس راحٍ أترعتْ
والـلّيلُ شـابَ قَـذالُـهُ بِـثَوانِ
قِرَبُ الشِّفاهِ مَليـئةٌ بِشَرابها
والــشَّهدُ ما جـادتْ بِـهِ الشّـفتانِ
وأنا أذوبُ صبابةً ويَقودُني
مَــدٌّ وَجَـزْرٌ والحَـنينُ كَـواني
أُوتيتُ قلباً مرهفاً يَغتالُني
غُـنْجُ الغـوانـي مُـفعَماً بِحـَنانِ
يُحْـييهِ عِطرُ الوردِ فوقَ غُصونهِ
وهَـديلُ وُرقٍ في عَذيبِ لِـسانِ
تَعبَ الهزارُ تَحيُّراً وتلَـهُّفـاً
حَـتّى غَـزاهُ الوَهـنُ في الألـحانِ
يحيـى الهـلال /سوريا
30/1/2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق