الخميس، 9 فبراير 2017

ذاكرة المكان / الشاعر محمود مبروك / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة






هنا كانت تبادله الغراما

وتسقيه مباسمها مداما

وكم هامت وهام بها وهمت

 وهم وكان حبهما قواما

 بقلب بمدينة تزداد دفءً

 إذا ازدادت شوارعها زحاما

يدور الآن يسأل كل حي

ويستوحي لياليه القدامى

وحيث رمى العيون رأى مكاناً

يذكره  الأحبة والندامى

 له وقف المكان على قنوت

.تصلي الذكريات به القياما

 تمر مشاهد جذلى عليه

 تكاد بأن تكلمه كلاما

هنا كان التلاقي ذات يوم

هنا نبت الغرام هنا تنامى

عصافير القلوب هناك.حنت

لغصن الليل يجمعها حماما

إذا مرت به اختلقت حديثا

تريد به بأن تلقي السلاما

تنحنح كي يرد لها جوابا  

يجنبها الوشاية والملاما

.هنا كانت حبيبته وكانا

كعصفورين إلفاً وانسجاما

 إذا التقيا يذوبان احتضانا

 ويختصران بالصمت الكلاما

تلوح الذكريات الآن حتى

 كأن لها بخاطره ازدحاما

 كأن عيونه حقا تراها

يجسدها الخيال له تماما

 يشم أريجها من كل صوب

 ويلمح وجهها بدراً تماما

وذاكرة المكان تكاد تحكي

وتكشف عن خفاياها اللثاما

  ولكن الزمان له وجوه

يبدلها على الدنيا دواما

وماتبني أيادي الحب تأتي

طبول الحرب  تجعله حطاما

هنا بحثت عيون الناس عنها

 وكم فحصوا الخرائب والركاما

قد انتشلو الكثيرمن الضحايا

ولم يجدو حبيبته هياما

 غدت مفقودة  وجهاً ومعنى

 علاما ليتها تدري علاما

 تفتش في غراب الموت عنها

وترقب هدهداً يلقي السلاما

هناك تعليق واحد: