السبت، 18 مارس 2017

قصص قصيرة جداً بقلم / نبهات الزين   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 







_____
* سارق الألوان
كانت أول مرة أدخل فيها غرفة صديقتي التي تجاوزت الأربعين، شد انتباهي فستان عروس معلق ،اصفرّ لونه مع الزمن ، دون أن أسألها قالت بصوت أسود حزين( وكانت أول مرة كذلك أعرف فيها أن للصوت ألواناً ) اشتريته منذ عشرين عاما ودمعة ، أرتديه كل خميس ،وفي كل مرة أرتديه ، تبيض خصلة من شعري.

 * ولادة من خاصرة إبليس
هزّ السنابل على وقع خلخالها يُسكره حد الثمالة، تمارس عليه فِعلتها الأولى وتدعوه لفكّ طلاسم جسدها العابث، تسقط التفاحة ، يقتلع الشجرة من جذورها ويغرسها في رحمها ،لتنطق الخطية من تحتها : (كيف سأنادي أخاك يا أماه)..!

* تراكمات
آثار الوحدة مكدسة في عينيه كغيمات ماطرة ، يبحث عن إشراقة في مرسمه ، يتناول ريشته ، يختار الألوان الفاقعة ،يرسم امرأة عارية ، يصفق لها جسده ، تصرخ اللوحة و تسقط الألوان إلا الأسود، يكمل به لوحته ويرسم إحساسه ينمو على جسدها على هيئة صبار .

* تقارب
خلع رداء صوته، ارتدى الصمت وجلس تحت قوس شفاهها وظله ينوء بين ذراعيها ليستريح من عدّ السنين، يراقب الفراغات بينهما، يفكر كيف يملؤه، يسقط من جبينها عرق المخاض، يتماهى وسط لحيته البيضاء، يولد فصل جديد ، وتبدأ دورة دموية خارج الجسد.

 * الباحثون عن النسيان
 صفحة منسية، هكذا ظهر اسمه على شاشة هاتفها حين اتصل ، فتحت الخط و دون تحية أخبرها أنه تزوج ،ثم استرسل في الحديث ،هذه المرة هي تشبهك كثيرا، طويلة مثلك، سمراء مثلك، مثقفة مثلك، هادئة مثلك، تنوب عنها عيناها في الحديث مثلك، واسمها......سكت وخرجت منه تنهيدة كادت تحرق المسافة بينهما، ثم قال :عيبها الوحيد أن اسمها ذكرى.

* سيرة ذاتية
 يدعك جسمه بصابون عطري فاخر ، يدندن موشحا صوفيا ، ينظر الى المرآة ، يبتسم باستهزاء ، يغمز لها قائلا : النظافة من الإيمان ، تحجب الصورة ، يسقط الظل ، يعاد تغسيله، وتبقى الرائحة النتنة تملأ المكان.

* أيتام
 يمسكها من طرف ثوبها الأبيض، يتوسلها البقاء ، يخنقه سواد المكان ويكتم صراخه، تغرب الشمس ، تغلق الأبواب ، يسرع العنكبوت الى الزاوية ،لينسج خيوطا تغلف بها هدايا العيد

------------------

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق