الأربعاء، 29 مارس 2017

تأَمل قصيدة للشاعرة / منال رشيد   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 





هناك على أرصفة عتيقة
حجارة متراصة
تنمو بينها أعشاب
ليست نافعة
وليست ضارة
تتسلق جدران المكاتب
تحشر نفسها بالزوايا
تتربص بشريط أسود
بقايا صور
بقايا إنسان
يتطاير العفن
تتطير قلوبنا..
من رهبة المكان
العفن يتأرجح في دولاب الزمان
تبرز أنياب الثعالب
تشق دروب الخذلان
يصيح ذاك المكسو بالآجر
انزعوا المسامير..
ترأفوا بعريش الياسمين
والنارنج...
أين غفت الشمس بربكم!
كفافكم فجورا
كفاكم نفاقا
كفاكم تعبدون أنفسكم
صلواتكم لها
قطمير..
أزيز النار يستعر سعيرا
يأزني أزا للبحث عن العقيق
أفلاطون.. والمدينة الفاضلة
أما من تبرير؟
يا بيت العنكبوت الرقيق
فك قيدك عني
انتهى زمن العبيد
فارق الحياة
مذ أجل سحيق
فلم تعودون يا عناكب الشرق
والغرب...
لحلزون خليع!
لم لا تقبلون وجه البدر
حينما يشرق في قلب الربيع
لم تلوذون بالفرار
من رتبة إنسان شفيع
لدواب تسير على الأرض
تجتر طفلا رضيع!
أرصفة متهالكة... متكسرة
دود العفن ينمو
في تسارع رهيب
والخل بات نبيذا معتقا
يسكن فوق السحاب...
كإله سفيق
مكبل بأسلاك شائكة
يظنها... جنان
خاب ظنه.. وخاب من اختاره
ملاذا آمنا...
وتاه بين أسوار النفس
لتعلو فوقهم جميعا.. أناه
فتكون له ربا رجيم!
فذكر..
إن الذكرى تنير قلب التائهين

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق