الاثنين، 27 مارس 2017

قصص قصيرة جداً للقاص الأستاذ / مصطفى الشحود   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 






بقاء
دخلَ من ثقبٍ، أحدثتْهُ رصاصةً عابرة.
استنشقَ رائحتَها كلّها، استمرّ زمناً يلعقُ أنفاسه.
أخبرتْهُ نافذةً مستلقيةً بجانبهِ، بأنّهم جاؤوا ثانيةً، متنكرينَ بأزياءٍ مريبةٍ، لينفذوا في ظُلمةِ عقولِنا.
التحف خيوط العنكبوت، واحتجز لنفسه زاوية مظلمة.


*************

ثبات
مع صيحةِ الفجر الأولى،تناثرت ضفائرها المرتعبة،لتقيِّد حركتها.
اختلجَ الفجر معلناً هزيمته،شارعاً قيود الظّلمة على المكان.
ارتعشتْ أحلامها، مشتْ في سردابِ ضيّقٍ مظلمٍ، يبتلعها التراب حيناً،وتستنشقُ ذرات خوفها أحياناً.
من عمقِ ذاتها الدفينة، انفجر بصيصٌ من شعاع، ليلتحمَ مع خيوطِ الشمس النافذة من صفحة السواد.
حلَّقتْ طيفاً نحو سماءِ أملها، سابحةً بضفائرٍ من نور.


***********

عَزِيف
خيَّمَ الَّليلُ على جسده المتهالك، مدَّ رأسهُ من شرخِ صاروخٍ لم ينفجرْ، تلبَّسَته الوحشة.  
عقدَ مع الرّيحِ صفقةً، لتحملُهُ إلى مرفأِ أحلامِهِ. هوتْ على رمالٍ ابتلعتْ وجهَ الموت، لتلفظ قرنين من لهب.


***********
رمضاء
نبَ الزادُ، جفَّ الّلعابُ، تخدّرتِ الحناجر.
أزيزٌ ينبعثُ من سواترِالأنين في الأجسادِ الهزيلة.
حدّقتِ العيونُ الذاهلةُ، اهتزّتِ الرؤوسُ مستهزئةً من تمثالٍ تصبّغ بالأحمر، وقد ناطح السحاب.


*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق