الاثنين، 27 مارس 2017

الكذب المحمود قصة قصيرة للكاتب / حسين عيسى عبد الجيد   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 







الكذب المحمود
جمع بينهما الحب والإخلاص، يخرج صباح كل يوم إلى عمله ويعود في الثانية عشر كل ليلة،
 فرحة هي برجوعه سالما غانما من عمله،
وفرحا هو بما يجد من طعام شهي على مائدة الحياة كل ليلة،
لم يتغيرا طوال فترة زواجهما،
التي قاربت على عشرين عاما،
فكل احتياجات البيت متوفرة،
 وعندما تمر بهما أي ضائقة مالية او غير ذلك؛
يتقبلان الأمر بيسر وسهولة،
حتى عندما قرأ عليها تقرير الطبيب وأنه غير قادر على الانجاب،
 تقبلت قضاء الله بصدر رحب،
 لم تتأثر قيد أنملة وأنها ستظل طوع أمره بقية عمرها،
ولن تفكر يوما في الانفصال عنه مهما كلفها الأمر أن تظل محرومة الأمومة،
فهو نعم الرجل الحنون،
الذي أحبته وأحبها قبل وبعد الزواج ولا يرى مثلها أبدا فهي كل النساء،
كوكتيل من الفواكه الجميلة،
التي دائما ما يشتهيها ويمني النفس بها أينما توجد؛لجمالها الخلاب،
الذي يجذب الناظرين إليها وعقلها الراجح وثقافتها وتدينها وإخلاصها،
فلا غرابة عندما يدخل عندهما الأهل والأصدقاء ويشاهدون كيف يعاملها وتعامله ؟!
 وكيف نحت بمداد عمره صورة لها معلقة على جدار في غرفة الاستقبال؟
ومدون بجانبها هذه زوجتي
 ( جميلة ، صبور ، معجون ترابها بالزعفران )؟!!
وبجوارها صورة أخرى له رائعة مدون بجانبها،
 ( هذا رجلي ونعم الرجل حبيبي ) ،
أيام وسنوات طوال تمتزج فيها،
الفرحة بالفرحة،
والحب بالحب،
والسعادة بالسعادة،
 لم يعكر صفو حياتهما؛
إلا عندما جاء في غير موعده،
ودخل عليها وبصحبته فتاة جميلة تحمل ملامح حزينة،
 بينما تتأملها مليا،
 قال لها ويكسوه الوجع مصحوبا بألم :
أتعلمين عندما قرأت لك التقرير الخاص بالتحليل الطبي،
 وعندما قلت بأنني لا أستطيع الانجاب ؟!
قالت :
نعم أتذكر ذلك جيدا ،
لقد كذبت عليك حينها،
 فأنا لم أكن عاجزا عن الانجاب وإنما كان العجز التام منك،
وأردف يقول : أردت أن تبقين معي طوال العمر ، فانا أحبك،
لكنني في زحمة الأيام أردت أن أنجب ولدًا ؛
يكون عونا لنا جميعًا،
أنا وأنت وأمه وأنعم الله علينا بهذه الفتاة التي أصرت أمها أن تكون على نفس اسمك،
فهل تسامحينني ؟
وتقبليها ابنة لك بعد وفاة أمها ؟
 صرخت وقالت :
 عشرون عاما أعيش معك في كذبة كبرى،
 أرجوك طلقني .

** *******

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق