أنا من أنا
أنا محضُ أوتارٍ تناجت في سماءٍ خائفة
شُبّاك نافذةٍ تهشّم بعد مائةِ عاصفة
و رُكامُ عصفورٍ هوى من مُدْلهمّاتِ
الأزقةِ.... في زحامِ الأرصفة
و أنا الذي لمّا امتطى ظهر الرحيلً
و ضاقَ ذرعاً بانتظارٍ و اكتفى
أناخ بي همي الثقيل و غصةٌ
مكبوتةٌ في القلب ردَّتها الشَّفة
و أنا الذي لما رفضتُ القهر
في بلدي نُفيتُ و صرتُ
مسلوبَ الهويةِ و الصفة
لم أبتغِ يوماً مقاليد الثراء
و عِشتُ أضغاث الحياة و لم أشأْ
يوماً حياةَ الفارغين المُترفة
لقد ابتغيتُ كرامة و كِفافَ يومٍ
عَلَّني أُكفى سؤالَ الأرغفة
أُقْصيتُ في بلدِ المحالِ المستحيل
أمَا سمعتَ بضيقِ رحبِ المُنتفى !! ؟
اسْعَ.. يُقالُ ، و كلما دأباً سعيتُ
أعودُ من حيث ابتديتُ
و أبقى دوماً في الفراغ مُجَذِّفا
ظِلُّ المنافي قُيظُ صحراءٍ
و الشمس في بلدي ظِلال وارفة
خبز المنافي ملحهُ من حنظلٍ
و الماء مُهلٌ و الهواء مقيِّدٌ
جل المخافة أن سأبقى راسِفَه!.
إن هبَّ صبحاً زادني ضيقاً و إن
قد هب ليلاً زاد عمقاً في الجروح النازفة
يُطوى الأحبة في الغياب توالياً
و أنا أراوح في مكاني واقفا
لم ترتضِ الدنيا بقاء جميعهم
بالقرب مني لا و ما قبلت
بأي مناصفة
دمعي عليهم لن يَقي عنّي المرارة
لا ولن يأتي بدفءٍ في الحنايا الراجفة
نَوْحي غدا مقطوعة لو أنني
قد صغتها لغدوت حقاً عازفا
سهري و أوجاعي تزيد تواتراً
و النوم عيني قد جفا
و الأرض غاض ربيعها دهراً
و أهدتني الشتات، حملته إصراً
و فاض شتاءها في العمر سيلاً جارفا
ففقدت في هذا الشتات ملامحي
و النفس أدْمَتْ نفسها
و القلب أطرق عن مروج العاطفة
لو كنت أعلم أن سأغدو هكذا
والله ما كنت أقتحمت مجازفة
لو كنت أعلم أن موتي هكذا
ما كنت قد كُلَّفتُ هذي التكلفة
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق