الأحد، 26 مارس 2017

بلا عنوان قصيدة للشاعر / مصطفى طاهر   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 






******************
مَا لِلْقَوَافِي تَوَارَتْ عَنْ نِدَاءَاتِي
وَخَانَنِي الحَرْفُ عَنْ بَوْحِي وَأَنَّاتِي
قَدْ كُنْتُ أَرْسُمُ فِيْهَا نَبْضَ أَوْرِدَتِي
وَهَمَّ قَلْبِي وَأَفْرَاحِي وَمَأْسَاتِي
وَأَنْثُرُ الحُبَّ فِي أَفْيَائِهَا عَبَقاً
فَيُزْهِرُ الحَرْفُ مِنْ وَحْي الصَّبَابَاتِ
تَطُوفُ حَوْلِي كَظِلٍ لا يُفَارِقُنِي
وَكَمْ كَتَبْتُ بِهَا أَحْلَى رِسَالاتِي
دَعَوْتُهَا فَأَبَتْ وَاسْتَرْجَعَتْ فَشَكَتْ:
بَحْرِي دِمَاءٌ وَتَاهَتْ فِيْهِ مَرْسَاتِي
كَأَنَّمَا الحَرْفُ قَدْ جَفَّتْ مَنَاهِلُهُ
فَآَثَرَ الصَّمْتَ عَنْ ذُلِّ الحِكَايَاتِ
أَوْ انّمَا الوِرْقُ قَدْ ضَاقَتْ صَحَائِفُهُ
وَأَقْفَرَ الفِكْرُ عَنْ إِذْكَاءِ أَبْيَاتِي
وَاغْتِيْلَ عَقْلِي عَنْ التَّفْكِيْرِ فَاحْتَبَسَتْ
سَحَائِبُ الفِكْرِ عَنْ غَيْثِ البِدَايَاتِ
جَفَّ المِدَادُ بِأَقْلامِي وَمحْبَرَتِي
وَجَاوَزَ الظّلمُ قَامُوسَ العِبَارَاتِ
وَالشَّامُ تُقْتَلُ وَالأَمْجَادُ بَاكِيَةٌ
وَالأَرْضُ تُحْرَقُ فِي نَار الغوَايَاتِ
ذُلٌ وَقَهْرٌ  وَتَشْرِيْدٌ وَمَسْغَبَةٌ
فَالشَّامُ تَرْسُفُ فِي وَحْلِ المُعَانَاةِ
وَفِي الكنَانَةِ تَخْرِيْبٌ وَمَجْزَرَةٌ
تاه العِرَاقُ بآهاتٍ وأنَّاتِ
صَنْعَاءُ ضَاعَتْ بإِقْواءٌ وَفَاجِعَةٌ
لُبْنانُ تَغْفُو على نَفْحِ النِّفَايَاتِ
أمَّا الخَلِيجُ فأَطْمَاعٌ بِثَرْوَتِهِ
وَفِي فِلَسْطِيْنَ إِرْهَابُ العِصَابَاتِ
فِي مَغْربِ العُرْبِ أهْوالٌ مُؤجَّجّةٌ
يُمْسِي وَيُصْبِحُ فِي حَرْبِ الوكَالاتِ
هَذِي البِلادُ بِبَحْرِ الدَّمِّ قَدْ غَرِقَتْ
تَاهَتْ مَرَاكِبُهَا فِي هَائِجٍ عَاتِي
أَمَّا الضّحَيَّةُ شَعْبٌ تَائِهٌ قَلِقٌ
وَالمرْجِفُونَ تَوَارُوا فِي العَبَاءَاتِ
وَالغَرْبُ يَسْعَى إِلَى تَعْمِيْقِ فُرْقَتِنَا
بِالحِقْدِ يَرْسمُ َإِيقَادَ الصِّرَاعَاتِ
وَقَدْ سَكِرْنَا بِكَأْسٍ مِنْهُ مُتْرَعَة
وَرَاقَنَا العَيْشُ فِي ذُلِّ الوِصَايَاتِ
وَأُمَّةُ العُرْبِ قَدْ تَاهَ الرَّشَادُ بِهَا
كَشَارِبِ الخَمْرِ مَسْلُوب الإرَادَاتِ
هَذِي النَّوَافِذُ قَدْ مَرَّ الزَّمَانُ بِهَا
يَرْوي المَهَازِلَ عَنْ أُمِّ الحَضَارَاتِ
أَمْسَتْ يَبَاباً وَكَانَ العِزُّ مَرْتَعهَا
وَمَزَّقَ الحِقْدُ أَبْطَالَ الرِّوَاياتِ
يَا أُمَّةً وَهَنَتْ ضَاعَتْ هَوِيّتُهَا
بَاتَتْ تَئِنُّ عَلَى عُمْقِ الجِرَاحَاتِ
أَيْنَ العُرُوبَةُ هَلْ ضَلَّ الطَّرِيْقُ بِها؟
أَمْ أَنَّهَا غَرِقَتْ فِي بَحْرِ لَذَّاتِ؟
كُنَّا نُفُوساً بِعَرْشِ المَجْدِ شَامِخَةً
وَاليَوْم نَرْفُلُ فِي ثَوْبِ العَدَاوَاتِ
نُبَاعُ نُشْرَى عَبِيْداً فِي مَرَابِعِنَا
وَأُلْهِبَ الظَّهْرُ مِنْ ضَرْبِ الهَرَاوَاتِ
يَا أُمَّةَ العُرْبِ وَالأَمْجَادُ حَاضِرَةٌ
هَيَّا اسْتَفِيْقِي فَإِنَّ المَوْتَ فِي الآتِي
رُصُّوا الصُّفُوفَ وَشدُّوا مِنْ عَزَائِمِكُمْ
كُونُوا جَمِيْعاً كَفَى لَغْوَ المِنَصَّاتِ
فِي الاتِّحَادِ نَرُدُّ اليَوْمَ هَيْبَتَنَا
بِدَايَةُ الأَمْرِ فِي نَبْذِ الخِلافَاتِ
أَمَا كَفَانَا شَتَاتاً شَلَّ قُوَّتنَا
لَمْ يُبْقِ فِيْنَا سِوَى رَجْع لأَصْوَاتِ
******************
معاني بعض المفردات:
• إذكاء : إِذكَاءُ النِّيرَانِ : إِشْعَالُهَا ، إِيقَادُهَا.. وسعَّرها وزاد من لهيبها
• المَسْغَبَةُ : سَغَب ؛ مجاعَة ، جوع مع تعب
• يرسف:معنى رسف في لسان العرب الرَّسْفُ والرَّسِيفُ والرَّسَفانُ مَشْيُ المُقَيَّدِ رَسَفَ في القَيْدِ يَرْسُفُ ويَرْسِفُ رَسْفاً ورَسيفاً  ورَسَفاناً مَشَى مَشْيَ المقيَّد وقيل هو المشي في القَيْدِ رُوَيْداً
• إقواء : مصدر أَقْوَى.أقوى الشَّخصُ : افتقر : المتحاجون أو المسافرون الذين لا زاد معهم ولا مال لهم . أقْوَى الْمَكانَ : أخْلاهُ.. أقْوَى الرَّجُلُ : نَفِدَ طَعَامُهُ وفَنِيَ زَادُهُ ، أَوْجاعَ ..أقوَتِ الدَّارُ : خَلَتْ مِنْ ساكِنيهَا.
• إِيْقاد: إشعال .إضرام النَّار."إِيْقادُ خشب"
• اليَبَابُ : الخَراب . و اليَبَابُ الخالي لا شيءَ فيه . يقال : أرضٌ يبابٌ ، ودارُهم خرابٌ يَبابٌ . وحوضٌ يبابٌ  : لا ماءَ فيه .
• شامخة :نَسَبٌ شَامِخٌ : شَرِيفٌ ، رَفِيعٌ ، عَرِيقٌ
• راق الشَّيءُ فلانًا / راق الشَّيءُ لفلان : أعجبه وسرّه راقني هذا المنظرُ ،أعجبني وأسرني
• ا لهِرَاوَةُ : عصا ضخمة ذات رأس مدبّب.الجمع هِراوات وهَراوَى وهُرِيّ
• مترعة: كَأْسٌ مُتْرَعَةٌ : مَمْلُوءةٌ

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق