الأحد، 26 مارس 2017

قصص قصيرة جداً للقاص الأستاذ / رائد الحسن   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 







زهرةٌ
هاما ببعضٍ، كلَّ فجرٍ يقبّلها فتنتعشُ، فاحَ عطرُ عشقهما، مازالَ فكرها يرحلُ بحقائب ذكرى خيانةٍ سابقةٍ في ذلكَ الصّباحِ المشؤومِ، ظلَّ طيفُ عقدتها يلاحِقُها؛ أرهقتْ وذبلتْ وجفَّ نداها.
________________________________



عمليّةٌ
أبهرها شكلهما المُحبَّب إليها، بقوامِهما المُنتَصِبين على جسدِها الجميلِ، انتابها فضولٌ غيرُ عادي لمعرفةِ عنوانهِ لتحصلَ على ذاتِ النتيجةِ. اختصاصُ الطّبيبِ، قلبَ كلَّ موازين تصوّراتها.
__________________________________




حقل
اعتقد بأنه الوحيد الذي تمتصّ رحيق زهوره. ردَاءَة الشهد، دحضت كل أحلامه. عشقُه الذي تغلّبَ على خيانتها، هو السبب في بقائها تطير وسط أجوائه.
_________________________________




ثوبُ خِيانةٍ
كتبَ على سِهام عِشقِهِ عنواناً آخرَ؛ فاخترقتْ فؤادَها الّذي نزفَ هيامًا بهِ مُطالباً إيّاهُ بصوتٍ مسموعٍ يطربُ أذنها، ظلّتْ قناعتها مخرومةً بهِ وبقي فكرها يتّكئُ على إرثٍ مُثقَلٍ بعقدةِ الغدرِ. قررتْ أخيراً الجهرَ بما تريدُ، عزَّ عليها فراقهُ بلا مبررٍ، فنسجتْهُ لهُ وألبستْهُ.
_______________________________



عِطرٌ
تاقَ لتنسُّمِ أنفاسِها، تلهّفتْ لتستنشقَ عبيرهُ، المسافاتُ رمتْ بأحلامِهما على قارعةِ الانتظارِ. شرارةُ التّحدي لمعتْ وأمطرتْ فكرةً تجسّدتْ بشراءِ المفضّلِ لكلٍّ منهما وشمّه.
_______________________________



تُهمةٌ
كانتْ تبحثُ عن حُبٍّ يروي قلبَها الظّامئَ؛ فوجدتْ مَن يهبها روحهُ. لمْ تقنعْ؛ هرعتْ إلى سرابٍ في بيداءِ أفقِها، تاركةً نبعًا فيّاضًا، بعدَ أنْ اتّهمتهُ بأنَّ نسماتهِ تناغي بلابلَ كانتْ قدْ أرسلتْها إليهِ، لتمسكَ شدْوَها وتُقيمها عليهِ حجّةً.
____________________________




قلبٌ
عاتبَها عِندما خانَتْ عِشقًا أسرَهُ، أنكرَتْ وادَّعتْ بأنّهُ مازالَ يسكنُ بينَ أضلعها؛ حينَ فتَّشَ عن نفسِه، لمْ يجدْ سوى أثرِ عبقِ روحٍ تسامى.
_____________________________




 *************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق