الخميس، 30 مارس 2017

قصص قصيرة جداً للأديبة والقاصة السورية/ أسماء أحمد   / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة 








حوري البحر
الرأس المقطوع الذي ﻫﺮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﺃﻏﻀﺐ ﺃﺑﺎ ﺳﻴﺎﻑ .
الزوجة وأبناؤها يريدون ﺍﻟﺮﺃﺱ .. يريدون أن يلقوا عليه ولو نظرة أخيرة وهو بيد الملثّم ..
ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ خطفت الرأس .. أصابها مسّ الغرام من الشعر الأجعد ﻭالشارب ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ والبشرة القمحية .. قبّلته فنما ﻟﻪ ﺟﺴﺪ ﺳﻤﻜﺔ ..
الرأس صار يسبح ..
 ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، يجد ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺳﻠﺔ ﺳﻤﻚ ﻃﺎﺯﺝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ ﻭﺣﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺤﺎﻟﺐ .
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺗﺠﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﻮﺷﺤﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﺤﺎﺭﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺤﺒﺎﺕ ﺍﻟﻠﺆﻟﺆ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ .


************

 انسجام
صغيري الذي تشاغل عن رؤية الوجوه المدماة في التلفاز وانهمك يخرج ألعابه؛ ألقى مكعباته الحمر بعيداً، وهو يصرخ: لاأريد الأحمر.. لاأريد الأحمر.
بعد ست سنوات عجاف.
صار الصغير شاباً يافعا،ً بطيف شارب، وقلب مفعم بالحب لفتاة أخبرته أنها تحب التوليب الأبيض.

************

مَفقودةٌ
تَرسمُ خطواتُها قلوباً فوقَ كثبانِ الرِّمالِ، يصيرُ النَّهرُ قلباً إذا انعكسَ وجهُها على صفحةِ مائهِ، يتَّفقُ الذِّئبُ والحملُ على حبِّها، تصنعُ قلوبَ الخبزِ للقدَّاسِ، إلاّ ذلكَ الواشي يتبعُها، يمحي أثرَها و يزرعُ في كلِّ قلبٍ إسفيناً.

***************

رفض
 تبصق في وجهه، تلعنه، ترميه بالأحذية عند باب المنزل.
كيف سيقنع أمه أنه ليس هو قاتل الحمزة رضي الله عنه .. الممثل الذي أدى دور الوحشي في فيلم الرسالة!

************

فراق
دخلت غرفتها....أغلقت نوافذها....أسدلت ستائرها....وضعت على عينيها عصابة سوداء..
لم تعد تسمع صوت طائر الحديقة يغرد بصوته العالي ويرتب صباحاتها بأغنيته التي لم يتغير ايقاعها ...كان هو الشكل وكل العصافير الاخرى بفوضى زقزقتها خلفية على رأي علماء الغشتالت إلى أن تتدخل الغربان المشاكسة وتشيع النشاز في الجوقة. ....
ألقت جثتها فوق السرير ..أزعجها ملامسة جسدها للفراش ليته كان هواء...كعادته قفز كيوبيد من اللوحة المعلقة بجسمه الضئيل ممسكا بيد جنية الأسنان ...أخذ يزرع جسدها وينقرها بسهمه مداعبا...وقف فوق قلبهايقفز مع كل دقة ويتشقلب في الهواء ..ضاحكا ؟! لم تحفل به ...فرك عينيه بدمعة ووضع يديه خلف ظهره ...وشوش جنية الأسنان التي كانت تتأرجح على أهدابها ...وشوشها بحزن : لقد كانت أكثر النساء طفولة ...لعلها كبرت !! .....رحلا الى اللوحة وصمتا ...
دخل صغيرها ومزق الصمت ...تسلق السرير ...ونام بينها وبين...... طيفه ....

*****************

ﻓﻼﺵ
ﻳُﺰَﻣْﺠِﺮُ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝُ : ‏( ﻛﺎﺍﺍﺍﺕ... ﺃَﻋِﺪْ ﺍﻟﻠّﻘﻄﺔ ‏)
ﻟﻠﻤﺮﺓِ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓِ.
ﻳُﻄْﺮِﻕُ ﺍﻟﻔﺘﻰ طويلاً، ﻳَﺴوءه ﺃﻥّ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﺔَ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔَ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﺐِ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ، ﻭﺃﻧّﻪ ﻫﻮ
‏( ﺍﻟﻜﻮﻣﺒﺎﺭﺱ ‏)، ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺒﺎﺡ!

***********

خَواء
يحصي خطواته، يحبس أنفاسه، يمتطي لسانه صهوة الكلمات، يروضها فتصونه، يتحاشى الفراغ حوله، في كل مرة يقود سيارته يصطدم بحافلة المدينة الوحيدة!

***********

فوبيا
توقف المصعد بعد طول انتظار ، الى قسم العظمية في الطابق الثالث وجهتها ، حشرت جسدها وعكازيها مع الجمع ، نقلت نظرها بين وجوه تختفي وراء   الأيدي والمناديل ، بسرعة فعلت كركاب المصعد حبست انفاسها بيدها الحرة ...كان صوت مشاغب لعجوز تقف خلفها تضع كمامة خضراء تبعث رسائل مستمرة لما لاتضع يدك على أنفك  وتضحك مع المرأة التي بجانبها .

*************

أحلام
حفنة قصص لملمتها، علقتها على جدران حياتي، حلقت بها على بساط الريح، انبعثت من رماد الألم  كطائر الفينيق في كل مرة متُّ فيها ، مخرت الموج العاتي، غطست الى أعماقي قطفت اللؤلؤ، عرجت إلى السماء، وعندما نقّلت قدميّ بقيت في مكاني.


***********

حنظلة
مضى الطفل، عقد كفيه خلف ظهره، تاه  في فيافي الأرض، تأرجح الزورق في أحضان الموج، بينما الخارطة تبتلعه وتغادر!

*************

تم بواسطة / سمر لاشين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق