أُمتي الجريحة
لا تســــــــــــــأليني منْ أنا
ولأيِّ عصرٍ أنتمي
أنا مِن عبيرِ الجرْحِ صِيــ
ـغَتْ قصّتي , وتألُّمي
يا أُمّتي , يا محـــــــــنتي
وفجيعتي , وتيتُّمي
وتولُّــــــــــــــهي , وتدلُّهي
وتمنّعي , وتأثُّمي
أنا دمـــــعةٌ في مُقلــــــــــةٍ
أنا آهةٌ لليُتّمِ
أنا نغمةٌ بل همــــــــــسةٌ
أنا ريشةٌ للمرسمِ
ويكـــــــــــــادُ ينكرُني دمي
وأكادُ أنسى مبسَمي
وأكــــــادُ أنســــــى منْ أنا
في زحمةِ الجهلِ العمي
ما تســـــــــــــألينَ ؟تكلّمي
وبأيِّ إسمٍ أحتمي ؟!
جسّـــــــــــــاسُ عادَ لقوسِهِ
وبقوسهِ الغدرُ الظَمي
وحشيُّ أفرغَ حِـــــــــــــقدَهُ
في ظهرِ حمزتِنا الكمي
أعرَفْتِ أنَّ بَنيـــــــــــكِ عا
دوا للعشيرةِ والدّمِ!
أعرَفْتِ أنّ بَنيـــــــكِ ماتوا
في صراعِ مُبهمِ؟!
أعلمْتِ أنَّ بنيــــــكِ تاهوا
كالجِمالِ الهُيّمِ!
إن فيصلاً , أمْ بَندراً........
فالكلُّ كلبُ الأعجمي
أعلِمْتِ أنّا نقتــــــــــــفي
آثارَ صلٍّ مجرمِ؟!
يا غــــوطة َ الأحـــــلام ِيا
شوق الجنى للموسم
أفَل َ الربيـــــعُ مِنَ الربو
عِ وماتَ حلمُ البرعُمِ
وذوَتْ أزاهيـــــــــرُ الــمُنى
في روضِ حُــــــــــبٍّ أَكــــــــرمِ
ما تســـــــــــألينَ ؟ تأمّلي
يا أمّتي,وتكلّمي
حقنُوا نفوساً بالشّـــــــــــــذى*
بعداوةٍ كالعلقمِ
زعمُــــــــــــــــوا بأنّي كافرٌ
يا تَبَّ دعوى المَزعمِ
لي أحـــــــــــمدٌ نورُ الهدى
مصباحُ ديني الأرحمِ
بالحُبِّ أوصى أحـــــــــــــــمدٌ
فالحقدُ ليسَ بمُسلمِ
والغـــــــــــدرُ ليسَ بشُرعتي
والقتلُ ليسَ بمُعجمي
• الشذى : الشر , قال الإمام علي (ع) أوصيكم بكفِّ الأذى وصرف الشذى
ص117 ج3 شرح محمد عبده
نشرُوا فتاوى حِـــــــــــــقدِهمْ
لتفورَ أمُّ القشعمِ
فتســـــــابقُوا, واستبســـــلُوا
في ذلّهم للدرهمِ
مِنْ أينَ ذؤبانُ الفــــــــــــلا
مسعورة ٌ كجهنّمِ ؟!
طافُــــــــــــوا بأرضكِ نُعّباً
مثلَ الغرابِ الأسحمِ؟!
وتفحُّ فتــــــــــــــــوى منهمُ
في كلِّ ركنٍ مظلمِ
حتّى غدا إســـــــــــــلامُهمْ
كطلاسمٍ بطلاسمِ
حتّى أحـــــــــــــــلُّوا حرمـــةً
وتزيّنوا بجماجمِ
نهشُوا القلــــــــــوبَ تسعّرُوا
مثلَ الوحوشِ الضُّرَّمِ
سفكُوا دِمــــــــــــــائيَ ضِلّةً
فبأيِّ حقٍّ يا دمي؟!
جحدُوا بها عهـــــــــدَ النبي
بلْ كلَّ آي ٍ مُحكَمِ
للغربِ باعـــــــــــوا دينَهمْ
من أجلِ بخسِ المَغنمِ
حَســـــــــبُوا الجِنانَ دعارةً
فالعدْنُ مَبغى المُسلمِ
خابُـــــوا , وخُيّـــــــِبَ فألُهمْ
فمآلهمْ بجهنّمِ
أعلمْتِ أنّا نقتـــــــــــــــدي
بمُغفّلٍ, أو أبكَمِ
كم ْ في ربوعِـــــــكِ عالـــمٌ
كمْ في ثَراكِ الأكرمِ !
كمْ منْ صغيـــــرٍ غــــابَ يو
ماً ظلُّهُ لمْ يُفطمِ
كمْ مِنْ بريءٍ قــــــــــــدْ رُدِي
وبأيِّ سهمٍ قد رُمي!
في كـــــلِّ ناحٍ نُـــــــــــــوَّحٌ
بل عَبرةٌ من ْ مريمِ
وبكُلِّ مــــــــــجدٍ طعــــــنةٌ
أو ضربةٌ من مِلجَمِ
كمْ مِنْ عظيــــــــــــمٍ غالهُ
غدرُ الجَهولِ المُجرمِ !
كم من جَــــمالٍ ســـــاحرٍ
تحتَ الرُّكامِ المُظلمِ!
وصبيّــــــــــــةٍ كالنُّور تلـ
ـطمُ وجهها في مأتمِ!
ما لي مرَرْتُ على الرُّبـــا
صمتَتْ , ولم ْ تتكلّمِ
كم ْلوحــــــــةٍ وقفَ الزّما
نُ حِيالها كالأبكَمِ
يرنو إليـــــــــــــــها هاتفاً:
آيَ الجمالِ ِ المُحْكمِ!
مرّتْ عليــــــــــــها أعصُرٌ
عبرَ الزّمانِ الأقدمِ
عبثَتْ بها أيـــــــــدي الغبا
ءِ لأجل ِ بعضِ دراهمِ
***
كمْ قصّــــــــــةٍ , كمْ عِبرةٍ
مِنْ مجدكِ المُتحطِّمِ
إنْ تعلمي ما حــــــــــــلَلُوا
أو حرّمُوا قد تُصدمي
لا تســـــــــــــألي يا أمّتي
إن ْ تعرفي قدْ تندمي
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق