مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي ... لننسى مواءَ الققط الدمشقيَّ
تعالي ... لننسى صهيلَ الحصانِ العربيِّ
تعالي ... لننسى هديلَ الحمامِ العربيِّ
تعالي ... لننسى صوتَ الشعبِ العربيِّ
تعالي ... لنصرخَ بلسانٍ عربيٍّ دمشقيٍّ
تعالي ... لنعلّم عشاقَ الهوى في الغربِ كيف يكون الحبُّ العربي
تعالي ... نكلمهم عن بسمةِ الطيورِ وأسرارِ الزهورِ وأحلامِ النجومِ وكلامِ العصورِ
تعالي ... نسمِعُهم موسيقى الحبِّ المقهورِ, المهجورِ, المقيدِ بسلاسلِ القصبِ والعنبِ المعصورِ
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي ... لنحرقَ أوراقَ الزمن , وسـاعـاتِ الزمن ,وجدرانَ الزمن
تعالي ... لنرفعَ من شأنِ الغيوم
تعالي ... حتى لا ندفعَ الثمنَ ولا يكونَ لحُبنِا في هذا الوطنِ ضرائبُ
وربما ديون
تعالي ... نكسرُ عصا النايِ ونسمعُ تغريدةَ البلبلِ المقروض
تعالي ... لنجعلَ المرجانَ خواتمَ في أصـابعنا والأعشـابَ وشوماً على
صدورنا ونجعلَ من أجسادنا بحوراً
تعالي ... نُبقي على براكيننا خامدةً ولا تخافي .. لا تخافي إن هبتْ ريحٌ فإن السيـدَ المسيحَ يعرفُ متى يجعلُها تثور
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي ... لننسجَ بحُبنا ثيابَ الفقير ... ونضعَ لراعي الغنمِ شخصيةَ الأمير
ونلغي نظرةَ الرجلِ الغربي إلى الرجلِ العربي ......( الرجلِ الحقير )
تعالي... نطمعه كسرةَ الرغيفِ التي طالما أحب أن يأكلها دون أن يكون
ذليلاً
تعالي ... نجعل حكومـةَ العشقِ حكيـمةً ... بقائدٍ حكيم ... و نلغي
الوزاراتِ التي فيها والإداراتِ ... ونعيدها إلى عصرِ الخرافاتِ
الذي ربما أُقيل
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي ... نحذفُ الضوءَ ... وموسيقى بتهوفن .. وقصصَ شكسبير ..
تعالي ... نفجرُ القمرَ ونجعلُ السماءَ بُحبنا تُنير
تعالي ...حتى أمنعَ الشمسَ من الشروق ......
تعالي ... حتى أجعلَها من عينَيْكِ تشرق ......
تعالي ... فمـا عـدت أهتـمُّ بالفصول .... وما عدت أتذكرُ النساءَ اللاتي كُنَّ قبلكِ ...
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك ِ
تعالي...حتى أجعلَ من الرملِ ذهباً ومن الذهبِ حليباً ومن الحليب عقيقاً
ومن العقيق دمعاً حتى أتصدقَ به لممثِّلي الحبِّ وأرحمَ دمعهم من
رخصِ التزييف ...
تعالي ... فإني أعرف عُمرَ الرصيف .. أعرفُ وقتَ الهوى وشدةَ التيارِ وما يدور في فكرِ أوراقِ الخريف
تعالي ... حتى أجعلَ من قصصِ الحـب والحزنِ والتأليـفِ وقوداً لتنورٍ
منزلـيّ وأُخمرَ العجينَ برضابِ شفتيكِ .... حتى ترحـمَ
النّارُ رغيفَ الخبز ... وتعلمه التثقيف
تعالي .. مادمتُ ... أنا أُحبّك
تعالي ... إلى غرفتي واجلسي بدلاً من دميتي .. حتى أرسمكِ وأكتبَ الشعرَ
فيكِ ..وأنام معكِ إن شئتِ أن تنامي .... فلا أذكرُ أن فتاةً دخلت غرفتي واستطاعَ النوم أن يسحرَها لدقيقة.....
تعالي ... حتى أصلحَ اللغة ... فحروفها قدُمت .... وأصبحت لغةَ التكنولوجيا هي لغةُ التطوير
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي ... نروي للخشبِ قصتنا
تعالي ... لنخالفَ قاعدةَ أرخميدس ..
تعالي ... لنغيرَ مراكبَ هذا العصر .. ونجَعلِها من رموش عينَيْكِ تسير ,تبحر وتطير
تعالي ... حتى أعلقَ شهادةَ اختراعي فوق براءة اختراعِ المرسيدس
تعالي فأنت امرأةٌ برمائيةٌ
في البحر وقودُكِ الماءُ وفي البر وقودك الهواء
وتكونين بهذا نوى الذراتِ الهيدروجينية وتصبح القنابل الذرية والنووية
سنٌّ من أسنّانك اللؤلئية
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي إليَّ بسرعة قبل أن أطويَ هذا الكونَ ... مع كرسيّ سليمانَ وعصا موسى .. فيصبح الشعرُ بلا طعمٍ ولا لونٍ وأكون خالفت الكتّابَ والشعراء
ولكن هذا لا يهم ....
فشعري ونثري هذا استثنائي ... لأنكِ امرأةٌ استثنائيةٌ
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك ِ
تعالي ... حتى إلى الأحلامِ نطيـر ونسمعُ كلامَ ذاك الشـاعر الكبيـر
المتهمِ بالفاجرِ .. التاجرِ ..... الملعونِ ..شاعر الدانتيل الأزرق
شاعرِ المراهقاتِ .... النهدِ .... الشاعرِ الرجيم
عسى أن يُعيدَنا الإلهُ إلى جزيرة لا يوجد فيها سوى حصيرةٍ ونبتةِالريحانِ
والياسمين .. ونتزوج دون أن يعلم بِنا احد .. ونعلم أطفالنـا كيف كان
سيرُ حُبّنا وكيف يجب أن يسير
تعالي .. مادمت ... أنا أُحبّك
تعالي حتى أكونَ الشاعرَ الملعونَ الثاني واعترف أني دونَ حبكِ
رجلٌ هزيمٌ وعاشقٌ مسكين
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق