....................................
بلادُنا التي نُخبِّئُها
في وجوهِ صغارِنا
ونرسُمُها خلف نوافِذِ الاغترابِ
بأنفاسنا وحُرُوفنا المُوشكة على البُكاء
ونحمِلُها معنا تحت آباطِ القلبِ أينما حلَلنا
لا أدري لماذا لا نستطيعُ نسيانها
وهي العاجزة على
أن تُنجِبَ نوحاً
أو تصنع سفينة
عَلَّنا نعود إليها
فيتَكسَّر ما تبقَّى من العمر فوق أرصفتها
وتنطفئَ أصابعنا بينَ خَصلاتِ عُشبِها
وضفائرِ أشجارها
................................
الشَّرقُ المشدودُ من لحيتهِ إلى الوراء
إلى رُفوفِ التاريخ المُغبَرَّة
حينَ يفيقَ يوماً
سأُخبِرُهُ
سألومُهُ
سأبكي كثيراً عند قدميهِ الطاهرتين
سأقولُ لهُ :
يا سيدي لقد أكلت الدموعُ عيوننا
والملاجئُ أقدامنا
والسياطُ ومعاطِفُ القهرِ ظهورنا
ونحنُ لم نأكُل سوى بعضنا البعض
والتَّبغَ وكُتُبَ التاريخ
أمعقولٌ يا سيدي أنك
فقدتَ حاسة الأحلامِ أيضاً
فلم تشعُر بنا
....................
هيَ
اليوم لا تحملُ حقيبتها
وأنا لا أحملُ قلبي
نسيرُ مُسرعَين
صدرُها المُستيقظ باكراً يتقافزُ أمامي
والأزِقَّةُ التي تتعكَّزُ شيخوختي المُبكرة
تتلاشى أمامَ عينيها
بعد ثلاثِ حروبٍ
وثلاثةِ أيامٍ
والعديد من القصائدِ
والمؤتمراتِ والمُؤامرات
ما زلنا نجهلُ أنا وهيَ طبيعة علاقتنا
ومصير بلادنا
.............................................
أعطني سيجارةً أو وطناً
سيَّانٌ عندي
في النهاية الإثنان سيحترقان
وسأتحولُ أنا إلى رماد
.......................................
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق