السبت، 11 فبراير 2017

كتاباتٌ مُشَوَّهة / الشاعر محمد الحلبي / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة




مكتُوفَةَ الشَّفتينِ ...
غاليتي
يا امرأةً لا تتحمّلُ لسعَ
القُبُلاتِ والقصائِد

منذُ أجيالٍ .. أيامي وفناجيني مقلوبة
تشتهي من يقرؤها ...
من يناولها قميصَ دمعٍ ....
لِلحزن الذي يستفيقُ قبلَ الشُرُفات

كغاباتِ البنادقِ التي نبتت في
مُدُنِ بُكاءاتِنا الطويلة
ممزّقةٌ حنجرة القلم والريح
كأصابعي التي تلهثُ خلفَ أردافِ
العبارات
والأحلامِ الجرداء التي مرَّغتنا
بوحُولِ الخيباتِ والمنافي

حزينٌ أنا ، غاليتي ، ومتعبٌ أكثَرَ مِمَّا يجب
وفي راحتيَّ
تَصطكُ عواصفُ وخيامٌ عارية
وخلفَ نوافِذِ صدري
راياتي ومشاعري مُنكَّسة ....

أنتِ أمامي
بشفتيكِ الحالمتين مِثلَ صباحاتٍ جائعة
تسألينني عن مدينتي
عن وِجهةِ هذا الغُبارِ الذي يُسمّى .. عُمري
وارتباكِ الحرائقِ في أبجديةِ أصابعي
فأفرُشُ أمامكِ
كتاباتيَ التي شوَّهتها الحرب
وقلباً من حِبرٍ و دمُوع
وأصواتَ المدافعِ والأطفالِ العالقةِ بأوراقي وثيابي

غاليتي .... أحِبُّكِ
ولكن على عَجَل
هكذا علّمتنا الحروبُ والملاجئُ ...
أن نبكي ونكتُبَ .. على عَجَل
وأن ندفِنَ تاريخَ قهرِنا في رِئتي شهيدٍ
أوجُرحِ نافذةٍ يتيمة
ونتركَ مفاتيحَ أرواحِنا و بِيوتنا
تحتَ أقربِ حجرٍ أوقذيفةٍ
أو دمعةٍ
ثُم نمضي على عَجَلٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق