الحزن يستيقظ مع الفجر
أورورا
ليتك لا تركبي تلك العربة
فتلك الساعات
تمتص عمري
وتحولني
إلى حطب وبقايا رماد
...
تيثونوس
أيها البائس الجميل
من علمك عشق الآلهه
ومن أعطاك الخلود
مستقرا
ستقول هي
من أعتقلت الليل في عينيها
خيولا من الصباح
تطارد الأحلام
في خيال الوسن
هي من أهدتني النجم
قنديلا
وزرعت النسيم
في روحي
روحا وريحانا
وجنات يتقاطر فيها النور
كتقاطر المطر
...
هي من علمني
أن أغترف البدر
من مقلة الفجر
وأن أغازل الضجر
بنرجسية الظفر
…
هي من أيقظت
أعاصير الأشواق
في أوردتي
وأضرمت القلب
حبا
ونباتا
وحدائق وأعنابا
وجنات ألفافا
وقالت
إن يوم الحب
كان ميقاتا
...
ميقاتا.. ميقاتا
للحب
للفجر
للشعر
ولكل أفواج الفصول
التي تتراقص
عشقا
وطربا
لتعانق الحقول
بلهفة الشجر
...
هي من علمني
أن أتوضأ بالضياء
وأن ألبس الفجر خاتما
وأغمس البدر
في أحداق السهر
وأن أقتسم القمر
رغيفا
مع عاشقين
على سرير السهر
وأن أتوسد
أنفاس الربا
كونا يتيما
لا كالبشر
...
هي من أودع
النهر
في مخيلتي
كواكبا
تغفو على ضفافها
جداول السماء
ليصحو قوس قزح
ملكا للقرية العذراء
وللمرافئ التي أرهقها السفر
...
هي من أمطرت
قوافي
بلون الزهر
يكتبها البحر
بحبر الشجر
هي
إلهة الفجر
وسيدة الشرر
بشعرها الغجري
وبحرفها الأسطوري
أطلقت جيوش الورد كلها
أمطارا
وأغرقت البرق
والرعد
وكل
أعاصير البحار
في قصر إنوثتها
وزرعت اللؤلؤ
والمرجان
في قلوب الإنس والجان
...
هي من علمني
أن أمشط جدائل البحر
بكف الريح
وأن أتهجى النجمات
في عينيها
أوطانا
لنوارس البحار
ولوشوشة العصافير
ولهمس الشطآن
وللربيع حين يدخن الصيف
على وسائد العشب المبتل
حالما بالشتاء
…
هي من علمني
كيف أكتب بالمدى
أحجية الاسرار
وأن أؤسس لغة
ترسم
ترانيم المطر
بحناجر الشجر
...
هي من علمني
إغتراف البرق
من فيضان النور
وأن أغرس الريح
في كف وردة
ترملت
وجاء الخريف
يطلب يدها
وأن أرمي الوقت
على طاولة الضجر
وأن أنثر المنحدرات
فوق السهول
وأن أحفر الوديان
بأنفاس الصخر
...
تعالي ..تعالي
سيدة الشرر
وأنغرسي في القلب
شمسا
بكرا
وانبسطي في الروح سماء
يخرج من غيبها
محار يطير
ومراعي الدرر
وعصفور نار
وغزال شارد
ونخيل
وضفاف
وكمنجة
وخيول عشق
وزرقة شفافة
يلبسها البحر خاتما
...
تعالي ..تعالي
وأمطري برقا
وأزرعي البريق
بكف الحجر
...
تعالي
وأحصدي بوراق
الروح
بنظرة
تهوي فيها
الحقول والفصول
وانسجي بماء الروح
جمرة عشق
وكوني أنهار التيه
وامنحي عيني الأرق
وأرسمي بالزبد
موج حبنا
ودعيني أحتسي القمر
على أنغام وتر
هارب
من قيثارة المطر
…
تعالي ..تعالي
وأقطفي الغسق
من ثغر الصباح
ودعي الندى يغفو قليلا
فقد أضناه السهر
...
تيثونوس
أيها البائس الجميل
ستشيخ خالدا
ولن تموت
كالنار في ذاكرة الرماد
فأصبر على عشق إلهة
دمعها الندى
وتمتطي المطر
أسفارا
للعشق
ولبوح مؤجل
على أسرة غد
يغفو في أحداق الامنيات
...
ياشعرا
رتب الاكوان
في الروح
بساتين حب
وينابيع زهر
وشلال بوح
وطيور غرام
وبرق
ورعد
وزلازل صمت
وعواصف
وأعاصير شوق
وخسوف وكسوف
لعشق يكتحل بالبريق
ويغفو على جناح القدر
...
هي من علمني
الهذيان
والإبحار في طوفان عينيها
على أشرعة العشق الفيروزي
وأن أكتب بالشعر
قصة بوح صامت
لحروف مشتهاة
وأن أسرق الشفق
من ثغر الضياء
وأن أسير
على حبال الوقت
محتضنا
سنابل الريح
وأبراج النار
من أحداق زهرة نائمة
في أحضان الغسق
وأن أرفو
خاصرة المطر
...
هي من علمني
أن أرسم بالقمر
عينيها
وبالزهر شفتيها
وأن أغفو في قواريرها
عطرا مقدسا
ومعبدا
لعشتار وأثينا
ولكل ربات الجمال
...
هي من علمني
أن أفك
وثاق الريح
وأن أسافر
في اوراق الشجر
وأن أطارد الليل
في عيون السحر
وأن ارسم الحقل
في خيال النهر
…
هي من علمني
أن أعصر الليل نبيذا
وأن أعتق القمر
ليصلي الخمر
في محراب الشعر
على أكف القدر
...
في طوفان عينيها
أنهار تجري
وغزال شارد
وعازف كمان
وحقول تهذي
وجبال تمشي
وسواقي عشق
وعشب أخضر
يحتضن الندى
بعلاقة سرية مشبوهه
.....
أورورا
لازال قلبي بكرا
يخاف التورط فيك
والتوحد فيك
ولا زلت
اغفو على أنفاس قوافيك
قصيدة
مؤجلة
تبحث عن خلود مستعار
هل أنت الهة الفجر حقا
أم أن الندى في مقليتك
أرهقه السهر
وكل ابتهالات المطر
…
يا قيثارة الشجر
قد غادر الصباح حزينا وحيدا
يودع المساء بكف السحر
ويعلن
بأن الحب
حكاية يقصها السراب
على سرير الضجر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق