الجمعة، 3 فبراير 2017

قصيدة ريح على جسدي / الشاعر محمود حلبي / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة






ريح على جسدي هنا اعاندها
ريح بوسط خريف العمر تجرفني اليك
والبحر خلف تلك الريح عاتية تزمجر ...
يا رفيق
افق
انك في خريف العمر
على عتبات طروادة واسبارطة..
تجاورهما
خلي ...
بين تلك الريح وبينك
تقصف ما تشاء من غصونك
تعربد ما تشاء في جوفك
لتقتلعها وتموت منتصراً...
بها عليك ..
آه على ذكرى اقتلاع الموت من الصدور ..
وكأنه ما كان يوما
سرمدا كانت حياة المترفين بها
تلك ايقونات الخلد التي فقدت ..
اول ما فقدنا
وآخر ما فقدنا
ساحة المدينة تلك
ازقتها ..
ورائحة التبغ..
واصوات النساء
وهممات العاشقين في العيون
....
افق يا بن امي
انك صرت الى جنون الذكريا
والحب المستحيل..
وبقايا وطن متناثر كالتراب
وتلك الريح.
...
مستعدين دوما للحلم والكابوس معا ..
ورافضين لواقع صريح البيان امام اعيننا...
لا تشبهني في شيء ..
ولا أشبهك في شيء ..
ونصف قرن من وهم المسرات !!!
ثمة خيانة وكذب
ثمة وهم عشناه سويا ..
والان نقطف ثمارة العجراء ...
بعضك مات يا مجرم
ذلك ينذر ذاك افق
انك ميت وانهم ميتون
ولكن لن تحاسب كما سيحاسب بقية الخلق
فبعضك سيتولى تعذيب بعضك...
ثابر على ما انت فيه..
حقيقتنا الازلية (الطين) ذلك الخالد البائس ...
يحتوي كل اسرارنا ومعاناتنا وصفاقاتنا ...
نحن ابناء تلك الرؤى والاحتمالات العتية التي تلاعبت بنا منذ اول حرف ...
واول شرود وأول قبلة ..
وأول شبق ....
...
هي التجربة الاولى دوما ...
وبعدها تتثائب المصائب فوق الصدر ...
ثمة صورة معلقة على جدار
صمت مطبق وحكايا جذلى بكل الذكريات الطيبة
ثمة صورة بقيت اصبعا تشير الى كونٍ رحل
الى حياة اختلط بها كل فرح والم
قفزة اخيرة وتصبح هنالك معه
تتشاركان الذكريات نفسها
تتوحد الرؤى وتستقيم الامنيات الى واقع ثر
اخشى اننا آخر الخلق ممن مارس هذا النوع من الشعور ...
لا تصدق ان احدا عرف السعادة ..
هي سر مكنون لا يعرفه سوى القليل ..
وعندما يعرفونه ...
يضربهم زهايمر العمر ...
يرتعشون للريح ويمضون موتى سعداء بتلك الرعشة .
من روائع الالم الا يعبىء بك احد
من روائعه ان تعبث في سراب سرمدي
لتجني ذاك السراب فيما بعد
هو قدرُ ان يلاعبك سراب
ورائع ملاعبتك له
تنتصر به
تتراجع به
تهزم به
هل دريت ملاعبة الكؤوس والدماء ؟
...
هو كل ما اقتنيته
هو كل ما لديك من تلك الريح والتراب
ثورة أُخرى لديك
وقرع كؤوس للنبيذ فارغة
تقدسك...
وتعبد ما لديك من ذاكرة ثرة بالمصائب
ليس لديها ..
إلاك
ليس لديك الاّها.
عليك ان تكمل الشوط حتى النهاية
لا تخاذل لا رجوع
عليك ان تقاوم السراب حتى النهاية
لاياس ولا خضوع
عليك ان تحارب الرتابة في الفافية
عليك ان تقتفي اثر الطير
بلا اجنحة
...
عليك ان تكون كل شيء
وقد هجرتك كل اشيائك
لا رحمة في معركتك
لا غفران ترتقبه
ثمة رضى ..
وثمة من يهيم بك وتهيم به
هنالك على شاطىء كل غصة حرى ...
ثمة نشوة مفعمة بالعلة والمعلول ..
لا بد من خاتمة ...
لا بد من خاتمة .
هنالك خلف كل شيء
انت وتلك الصورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق