حـيـنَ استفـاقَ الــوردُ قَـبَّلهُ النَّـدى
وأراحَ فـــوقَ خُــدودِهِ الأسفــــارا
خَـجِـلاً يَمـيـلُ الــوردُ مِنْ قُـبـلاتِهِ
وكــأنَّـــهُ يــومي بـلى تِكــــــرارا
ويُطِلُّ ضوءُ الشَّمسِ في إصبـاحِهِ
ليَـبـوحَ في حًـقـلِ الـنَّـدى أسـرارا
فَـهُـنــا تُعــانــقُ وَردةٌ أتــرابَـهـــا
وهُـنــا الحَـفيفُ يُسـامِـرُ الأزهارا
وهُـنـا تمـايَلَتِ الغُصونُ بِسِحـرِها
حَـمَـلَـتْ بِكَــفِّ حَـنـانِهــا أطيــارا
وهُـناكَ في عالي الفُروعِ تَكَـوَّرَتْ
أعشـاشُ طَـيـرٍ قَدْ مضى وتوارى
وخَمـيـلـةُ اللِّـبــلابِ زادَ فُضـولُهـا
فَـتـطـــاوَلَـــتْ وتَسَـلَّـقَـتْ أســوارا
حتّى خَـريــرُ المــاءِ يَشـدو هـائِمـاً
وَيَصوغُ مِن طـولِ المـدى أشعـارا
ينسـابُ نهـرُ المــاءِ مِـلءَ صفـائِـهِ
رَصَفَ الـزَّمــانُ بِقــاعِــهِ أحجـارا
وحصى تمــوجُ مـعَ الميــاهِ بِفِـتـنَةٍ
وتَــفيضُ فـي رقـصـاتـِهــا أنــوارا
ويَصيحُ ديـكُ الصُّبحِ قـومـوا للـنِّـدا
لَـبُّــوا إلـى خَـيــرِ الـفــلاحِ مَسـارا
فَـتـرى المَعــاوِلَ قَـدْ دَنَتْ أرتـالُهـا
سَتُريحُ في حَــرثِ الـتـُّرابِ بِــذارا
وأنامِلُ المِحراثِ تبحِر في الثَّـرى
يَخـتـــارُ مِـن صَفَحــاتِــهِ أوتــــارا
وَيَضِجُّ حَـقــلُ الــوَردِ فـي أُنشـودَةٍ
بينَ المعــاوِلِ والـفُــؤوسِ جَـهــارا
وعلى المَسـاءِ تَـنـامُ أجـفـانُ المَسـاْ
هَـــذي الحـيــاةُ تَـتــابَعَتْ أطــوارا
فَتعــودُ خِـرفــانُ السـُّهـولِ بِجَـوقَـةٍ
وثُـغــاؤهـــا مَــلأَ المَســا إبـهــــارا
مــا بينَ نـَـومِ اللّـيــلِ أو إصـباحِـهِ
يمضي الزَّمانُ على الدُّروبِ نَهارا
ويَغيبُ حَرفي في الجَمالِ وسِحرِهِ
ويـعـــودُ مِـن ألـحـــانــِهِ قـيـثــــارا
فَـيَـنــامُ لــيــلاً يَسـتـَفـيـقُ بِحُـلـمِـهِ
يَـخـتــارُ مِـن رَسَـمــاتِـهِ أقـمـــارا
أو يُـفـقِـدُ الـيَــومُ الجَمـيـلُ مَـنــامَهُ
فَـيُـطـيـلُ فـي سَهَــراتِـهِ الأسحـارا
قَـلمي وَشِعري والمِـدادُ وأسطـري
قد زادَها حَـقــلُ الـنَّــدى إبـهـــارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق