الاثنين، 6 فبراير 2017

لازلت في أول التغريد / الشاعر محمود حلبي / مجلة تجمع الأدباء والكتاب السوريين والعرب الأحرار / رئيس التحرير محمد أحمد خليفة





إنها قداسة العدد الفرد ...
صدفة كل العرافات والمشعوذات ...
إنه الاحتمال الذي يقاتل عليه الخلق ...
ضربة نرد نادرة ..
تحتاج الى يد باذخة بالعطاء ..
مجنونة بالحرف ..
يد تشكل السحب والشقوق ..
كما الدراويش ...
يتلذذون بمن يشاركهم الدروشة والهذيان ...
كسرة الخبز تكبر وتتلاشى في دوحة الشعر والهذي
تأمر الطيور بالتغريد بإشارة خاطفة..
فتلهج المناقير بالابتهال والخشوع .
...
كافية تلك للتتفرع كل الطرق
ويضيع كل السابلة في عشقهم ...
في الزمن لا سباقات بل اقدار ومعارك...
رائعة تلك المعارك بين الظل الساقط على الارض..
والظل الذي يعاني ويتسلق تلك الذرى الموحشة ...
هذا يحبل بهذه ..
وهذه تخرج حلمها من بين اصابعها ...
تنعدم المسافة ليتراجع الزمن
ونرى كهلا غابرا في القدم
على ظفر مراهقة يرقص السامبا .
ثمة حرارة هناك ..
هكذا تنحرنا حرارة الاشياء ..
فنغدو كالرصاص ..
نسيل لأية نسمة نحو الجنوب ...
نتحسس النجاة إثر كل دم ..
إثر كل حطام وشغب ..
ما السر في ذلك الجنون ..؟
لكل شيء ثمة ثمن ..
زائل انت وهو ..
ونبيذك نذير شؤم ..
يستهلكك وتستهلكه إثر كل نصر وهزيمة ..
الوجع ذاته يصارعك ويصرعك
لكنك تنتصر بآخر المطاف وماء عينيك يسيل ..
هل جربت احتساء ماء عينيك؟
...
أن تغني بمفردك ..
وفجأة ترى الكون كله يرتل خلفك موسيقاك ...
عندما اقرأك...
آتي اليك في عرينك
استبيح كل عذرية لي لكي تفهمني وافهمك
ثم عندما تقرأني
تذهب الى عرينك باسما
تحمل ثمرتي وتنتشي بها
أنها ثمرتك !!!!
طوبى لكل يقونة لي
طوبى لكل ثمرة
ولسوف يحين موعد القطاف
لمن يحمل ذاك اليقين .
هنا صادفتني ذات مرة ..
هنا كان لنا اول نزف ...
الان اتحسس تلك التفاصيل الصغيرة
واذكر اني عشت طويلا هناك
بين هذي وتلك
كان كل شيء هنالك انا..
كنت كل شيء هناك
درج البيت..
وشرفة غرفتي
واريكة الصالة ..
كلها كنت انا
ومشجب على الحائط يبكي الان فراقي
اين كل تلك التفاصيل؟
اريدها حية غير ميتة
اريد الارتماء عليها
اود الصهيل لاخر مرة
او البكاء على اعتابها.
لماذا تتبدل الجهات ؟
واعشق الجنوب دوما ..
كيف تتبدل الجهات ؟
...
بيزنطة آخر المطاف ام أوله ..؟
وأنت بين جنبي تغرد لي بضحكتك الحزينة ...
تعدد لي عدد الحروف والاصابع والقلوب في جوفينا
رائحة النبيذ بدمنا
لولاه لولاه
لولا ذلك النبيذ ...
لا ذراعان هناك
ولا ثمة شفاه في انتظارك
ثمة مثلث للموت يحنو عليك
في ارتعاش غريب مدمى المقل
عيناك تطاولان الشمال
وعيناي تطاولان الجنوب
محتال انا في خيالي ..
أجل وبائس به ..
تمارس انت كل جنونك ..
وانا اعاني من بؤس ذلك النزف
وعناكب صدري تلهج لك بالدعاء
مولاي استمر بعزفك حتى النهاية
نهايتك ثم بدايتي
قلت لك لا راحة لدي
لكي تتلقف يداك هدية
مزجاة من غيب
لكي تستحق ان تهوي في الوادي السحيق
ثم تطير كتنينٍ معجزة
لكي تنتشي بالحلم
وذلك الطعم السماوي
وغرام ما بعد الظهيرة....
وجديلتان تنهش لحمك وتسهب في دمك
عليك الرحيل
لتلك المقلتان
عليك التراجع للخلف, لاجل تلك الجدائل
لاجل زرقة العيون ...
وذبح التفاتةٍ مجرمة
فثمة نجوى بين تلك القلوب وبين الاصابع
ثمة نغمة مبهمة
تخترق السمع
فتهوي بها لمستقر عشقك ذاك....
بعد إنطفاء العيون
ورائع الموت لتلك الاصابع
هو اقصى اليسار او اليمين
لا وسط
فغرد ما استطعت ...
...
....
كنبيذ رخيص حارق للصدر كالجحيم ..
فالوجوه امامك كثيرة
وانت وانا قلة من عدم
يعزفون خارج الجاذبية
بما يثقب رأسك
بما يخطر بشغاف قلبك
ذلك الصحو حتى الحلم
يجيل طرفك في حيرة
تبحث عني
عن خضوعي لديك
مسمرا بين مد وجزر
أجل هو الهذي خلف تلك الضلوع
تعاني من سكرات اللذة والسحاق..
بين مخدر وعظم
بغربة موحشة
ويقال ان الحقائق لا يعرفها إلا من عاش بين يد التقوى ويد الفجور .
....
هو الهذي يصوغ اللحون شجا والق
انت بعض الق ..
وبعض طغوى
وبعض ارق
بعد بعدك مؤكد لا شفق ...
وهو من يجرم بي ..
هو الطاغية الذي يفتك بي ..
يريد عصا طاعتي تنغمس بي ..
يريد ان ينغمس بي
بدل ان انغمس به انا..
ولفافة التبغ وهشيمها ..
وبرودة الكأس الرخيص
وثمة فكرة مجنونة
كيفما تكن وكيف تكون؟
هكذا انتهت الحكاية على لسان الراوي...
كأس نبيذ رخيص..
ورائحة نافذة مخرشة..
وافلام اباحية...
وعبد الباسط يصدح...
لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك٠٠
رائع كل هذا البؤس...
وأنت تلك السعادة الخرافة على عاتقي احملك ..
لا زلت في أول التغريد أنتظر
لا زلت أحلم بوحدتنا في كهفنا المنشود
لا زلت في اول التغريد يا صاح
هو طاغية عندما يرشف ما يود ...
ويسيل كما يود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق