أسمعت يوماً عن عارية تخطو فوق جماح الويل..
تتأمل بريق الفجر..
لتواري سوءة البعاد..
تتأهب لحربٍ هي خاسرتها..
تخوض خضَمّها كل ليلة ؛؛ تغوص في أعماق لوعتها..
تُحارب بكل ما أُتيت من قوة..
تستل سيوف الأمل من غمد النزف ؛؛ تغرس آخرها في خاصرتها..
لإيمانها أن موتاً ما يجب أن يحلَّ لتحل بدله الحياة..
تتشبث بأخر رعشات برود الجمر..
تسقيه نزفاً..
ترويه همساً..
تُشعل عتيقه بدموع الحرمان..
لا شيء يضاهي ماهيّة الفقد..
غير أن عزاءها يكمن في أنك ملاكها..
مُخلّصها ؛؛ مخاضها الأخير ؛؛ وبداية ولادتها..
كلما ضرجتها أيادي الشوق في تلك الحرب الخاسرة ؛؛
تبتلت بحروف اسمك ترنمت ؛؛ علَّها تقلب موازين حربها..
فتغدو الآلام آمالاً..
والظلام نوراً..
ويغدو الموت حياة..
كيف لا!!
وأنت أول نسمات الصباح ؛؛ وأول صفير الرياح..
حلالها في أوج حرامها..
وأول فتيل العشق ؛؛ وأول نبضٍ احتل قلبها..
وأعلن أن الحبّ في شرعه نبوءة..
فآمنت به ؛؛ عشقته.. ثملت به وأثملته..
من غير كأسٍ أدمنته..
كتبته سطور وجد في كبد السماء وعلى جيدها علقته..
وشمته.. وفي جدائل نور القمر حفظته..
ما خانته يوماً..
لكن لعنة الليل رهنتها للحرب..
فإما خاسرين ...
وإما نحن في لذة العشق غارقين الناجين..
.
.
*************
تم بواسطة / سمر لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق